الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الكفر بالإعراض عنها ومدافعتها

السؤال

أنا لدي وسواس قهري في مسألة الدين بشكل كبير؛ فأنا كل خمس دقائق أنطق الشهادة خوفًا أن أكون -والعياذ بالله- ارتددت، فلم أعد أدري ما يجوز أن يقال وما يحرم أن يقال، المهم أني كثيرًا ما أقول: "أنا لا أعبد إلا الله خالقي". فمرة كنت ذاهبة لمدرستي في الصباح، وكنت نائمة في السيارة، وكنت أردد تلك العبارات، ولكنني كنت لست مفيقة جدًّا، حيث كنت بين اليقظة والنوم، لكني مائلة لكوني نائمة، يعني كأنني أهذي، فحاولت أن أقول: "أنا لا أعبد إلا الله". فلم أستطع، وكأني نسيت اسم الله، أذكر أني كنت أحاول أن أتذكر ولكني فقدت الذاكرة تمامًا! فقلت بدل اسم الله بقول اسم شخص، وكأني أحاول الوصول لاسم الله أو تذكره، وكأني لا أشعر بما أقول، لكن لم تكن نيتي الشرك، بنيتي أني سأقول: "الله". لكن بدون إحساس قلت اسم ذاك الشخص، بعدها بثانيه تذكرت اسم الله وقلت: "أنا لا أعبد إلا الله". فهل ارتددت بذلك؟ مع العلم أن نيتي أني سأقول اسم الله لكن ذلك الاسم خرج دون قصد أبدًا.
أرجوكم أجيبوني، أخشى أنني سأنتحر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك العافية والتخلص من الوسوسة، وما ذكرت لا تحصل به الردة؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: لا بد في العقود وغيرها من قصد التكلم وإرادته، فلو فرض أن الكلمة صدرت من نائم أو ذاهل، أو قصد كلمة فجرى على لسانه بأخرى، أو سبق بها لسانه من غير قصد لها، لم يترتب على مثل هذا حكم في نفس الأمر قط. انتهى.

وعليك بمجاهدة نفسك للتخلص من هذه الوساوس جازمة بأنها لا تضرك ولا تؤثر في إيمانك، واشغلي ذهنك عنها بالتعلم والدعوة إلى الله وما تيسر من قراءة قصص الأنبياء والسلف الصالح، وإذا أتتك تلك الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وقولي: آمنت بالله ورسله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني