الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس التكفير

السؤال

عندما كنت أقرأ آية الكرسي، وعندما وصلت إلى قول الله تعالى: (فانصرنا على القوم الكافرين) خطر في بالي الإمام الشافعي -رحمه الله-، وجاءني حديث نفس بأنني قمت بتكفير الإمام الشافعي، ولا يجوز لي تقليده بعد الآن. ثم قلت بعد ذلك بصوت منخفض: أنا مذهبي شافعي. ثم جاءني حديث نفس آخر فقال لي: ربما خفت من تكفيره حتى تتمكن وتستمر في تقليده ولا تبحث عن مذهب آخر. ثم بعد دقيقة قلت: أنا لم أكفر هذا العالم.
فأنا أثق بعلمه وورعه وإيمانه القوي بالله، وأنا أقلده لأنني أتفق مع أهل بلدتي الشافعيين، وأقواله من الأقوال الراحجة،
فهل هذا الخاطر يمنع تقليدي الإمام الشافعي -رحمه الله-.
للفائدة والعلم:
هل إذا قام شخص بتكفير أحد علماء المذاهب الأربعة -أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين من ذلك-، فهل يجوز له تقليده في مذهبه أم أنه لا يجوز ذلك ويمنع؟
أفيدونا -بارك الله فيكم- بالتفصيل والإيضاح.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يقع الكفر بما خطر في ذهنك، ولا يحصل به تكفيرك للشافعي، ولا يمنع ذلك من تقليد الإمام الشافعي.

كما أن تكفير الشخص لعالِمٍ ما لا يمنع من الاستفادة من علمه وتقليده فيما لم يعلم أنه خالف فيه الحق.

وننصحك بصرف ذهنك عن هذه الوساوس، وأن تعمر وقتك بالتعلم والدعوة إلى الله تعالى، وتبحث عن رفقة صالحة تتعاون معهم على الخير والبر والتقوى، وتبتعد عن الانفراد بنفسك؛ فإن ذلك مما يسبب تسلط الشيطان عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني