الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة الوسوسة على دين العبد وضرورة الإعراض عنها

السؤال

حدث معي شيء ما، وشككت في كونه كفريًّا أم لا، وللأسف لا أذكره الآن لكي أخبركم إياه، ولم أخلص إلى نتيجة، كان هذا أثناء وضوئي، ثم شككت في كوني قد نطقت بالشهادتين أم لا لأدخل في الإسلام خوفًا من الكفر؛ فاحترت بين أمر أني بالفعل نطقت بهما وبين أني لم أنطق بهما، فوجدت نفسي أكمل وضوئي ولم ألتفت لهذا، لا أعلم هل كسلًا مني أم لقولي أني لم أكفر؟ ثم جاء وقت الصلاة فهممت بالصلاة فقلت: كيف هذا وأنت كافر لم تنطق بالشهادتين؟! فنطقت بهما، ثم كبرت للصلاة، ففكرت كيف سأصلي وأنا لتوي قد أسلمت ووضوئي السابق لم يصح كوني لم أنطق بالشهادتين قبله ولم أسلم قبله، فتجاهلت هذا ودخلت في الصلاة لا أعلم هل تكاسلًا أيضًا أم رضى بالصلاة دون طهارة، ثم ترددت في قطع صلاتي لأني أشعر أني دخلتها دون طهارة، ولكني أكملت صلاتي تكاسلًا عن قطعها والعودة للوضوء مرة أخرى، ثم تذكرت حكم من يصلي بغير طهارة فهو يكفر عند بعض العلماء، ولكني تجاهلت هذا أيضًا وأكملت في صلاتي وأقنعت نفسي بأني لم أكفر لذا سأكملها، ثم ها أنا ذا حتى وقت كتابة تلك الكلمات لا أدري هل كفرت أم لا؟ وهل تصح صلاتي بتلك الملابسات أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أن الوسواس قد تمكن منك، فعليك أن تجاهد هذه الوساوس، وتسعى في التخلص منها ما أمكنك، واعلم أنك مأجور -إن شاء الله- ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وانظر الفتوى رقم: 147101. وأنت بحمد الله على الإسلام لم تخرج منه، فلا بد أن تجزم بهذا، وأن تدفع عن نفسك كل وسواس يوهمك بخلاف ذلك؛ فإنه من تلبيس الشيطان ومكره، والإسلام ثابت لك بيقين، فلا يزول بمجرد الشك، ووضوؤك وصلاتك المسؤول عنهما صحيحان -إن شاء الله-؛ فلا تلزمك إعادتهما، وترددك في قطع الصلاة لا يبطلها عند كثير من أهل العلم، ولك ما دمت مصابًا بالوسوسة أن تأخذ بأيسر الأقوال ريثما يعافيك الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني