الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك الناتج عن الوسوسة

السؤال

يا شيخ أصابني الوسواس في رمضان العام الماضي في صلاتي، وأيضا في انتقاض الريح والنجاسة، وإلى الآن لا زلت أعاني منه، وكنت أعاني والله أشد المعاناة، المهم كنت إذا شككت هل سجدت سجدتين أم لا؟ أسجد سجود السهو، واكتشفت أنني مخطئة، سؤالي يا شيخ: أنا قرأت سؤالا مشابها لي وقلتم تلزمها الإعادة، أنا مشكلتي أنني لا زلت مصابة به، وأيضا لدي غازات وقلت لن أعيد رغم أني مليئة بالذنوب لكن قلت سأبدأ من جديد، أنا كنت أصلي السنن لكن بعد الوسواس تركتها، الآن يا شيخ كثر علي الشك وقررت أنني لن ألتفت له لمدة شهر حتى ينصرف عني لكن أخاف كيف أفرق بين الشك والحقيقة، أريد أن أتعالج منه ما هو السبيل إلى ذلك، في كل صلاة أشك سجدت سجدة أم سجدتين هل قراءة الفاتحة أخطأت في التكبيرات الانتقالية؟ رجاء أنا مثل الغريق الذي يريد النجاة، ساعدوني هل أتجاهله لمدة شهر حتى يميل عني الوسواس وينصرف ولا ألتفت له إلا إذا تيقنت من ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا علاج لهذه الوساوس التي تعانين منها إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، والواقع أن ما تعانين منه محض وسوسة وليس شكا عاديا، والفرق بين الشك العادي والوسوسة مبين في الفتوى رقم: 171637، وبينا علاج الوساوس في فتاوى كثيرة انظري منها الفتوى رقم: 51601، فعليك كلما وسوس لك الشيطان وألقى في قلبك الشك هل سجدت سجدة أو سجدتين أن تعديهما سجدتين، وإذا شككت في القراءة أو التكبير أو غير ذلك فلا تلتفتي للشك وقدري أنك قرأت وكبرت، وهكذا في كل ما تحصل لك الوسوسة فيه، ولا يتقيد هذا الإعراض عن الوسوسة بشهر، بل عليك أن تعرضي عن هذه الوساوس حتى تعلمي أن الله عافاك منها وأذهبها عنك، سواء ذهبت بعد شهر أو أقل أو أكثر، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني