الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطورة الوساوس على دين المرء ودنياه

السؤال

أرجوكم ساعدوني، أنا مصابة بوسواس قهري، وقد خُطبت، وزواجي بعد فترة قصيرة، والمشكلة أن والدة خاطبي لا تمشي، وقد ذهبت لبيتهم فوجدت على السرير بقعة صفراء على الغطاء الذي يغطي السرير، وهذه البقعة بول من والدة زوجي، لأنه إذا كان لا يوجد أحد يأخذها لدورة المياه تتبول في مكانها وفي ملابسها، وهذا السرير الذي عليه البقعة الصفراء يجلس عليه الجميع، كبارً وصغارًا، وقد تكون أحيانًا ملابسهم غير جافة بسبب مطر أو ما شابه، ويجلسون بعدها على أي مكان في البيت نفسه، وفي بيوتهم، ودكاكينهم، وسياراتهم، وبنفس الملابس التي كانوا يلبسونها في البيت عند أمهم، دون تبديل لملابسهم، وخاطبي يجلس معهم على ذاك السرير، ويذهب لعمله دون تبديل ملابسه، ويجلس على نفس الكراسي التي في محلات وبيوت إخوته، وسياراتهم، وسيارته، ومحله، وفي بيته، وبشكل شبه يومي، وكوني مصابة بوسواس قهري أظن أن بيوتهم جميعًا وملابسهم نجسة، حتى إن خاطبي كل ما يأتي لبيت أهلي أقوم بعد ذهابه بمسح وغسيل كل ما يجلس عليه أو يمسكه بيده، وأنا أصبحت أخاف أن أتزوجه لشدة وسواسي، فهل أحكم بطهارة كل ما في بيت أهله وبيوت إخوته ومحلاتهم وسياراتهم والأمكنة التي يجلس بها خاطبي أم بنجاستها؟
ساعدوني أرجوكم -وفقكم الله- لأني أفكر بترك خاطبي خوفًا من وسواسي، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا، نسأل الله لك العافية، والذي ينبغي لك هو الإعراض عن هذه الوساوس كلها، وتجاهلها وعدم الالتفات إليها، وليس هناك ما يقطع معه بكون هذه البقع الصفراء المشار إليها من أثر البول أصلًا، والأصل في الأشياء الطهارة؛ فدعي عنك الوساوس، ولا تعيريها اهتمامًا. ولو فرض أنها بقع بول -كما ذكرتِ- فقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم انتقال النجاسة إلى ما لاقى هذا الموضع من رطب أو مبتل بالضابط المبين في الفتوى رقم: 154941، ولا حرج عليك في العمل بهذا القول ما دام الوسواس قد بلغ منك هذا المبلغ، وانظري الفتوى رقم: 181305.

وعليه: فلا داعي لما تتكلفينه من الغسل والتنظيف، بل يسعك الحكم بطهارة كل هذه الأشياء المذكورة وما لامسها، ولا داعي لترك خاطبك للسبب المذكور، فليس هذا حلًّا للمشكلة، بل حلّها هو تجاهل الوساوس، والإعراض عنها؛ حتى يعافيك الله منها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني