الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اطلاع ممرضة غير مسلمة على عورة المسلمة عند عملية الولادة

السؤال

أنا مغتربة في السعودية، ما هو حكم التكشف على ممرضات غير مسلمات بغرض التطبيب بعد عملية الولادة القيصرية؟ مع العلم أن في ذلك كشف العورة المغلظة على أكثر من ممرضة منهن، وهل هذه الضرورة تتطلب العودة إلى مصر، وإجراء القيصرية هناك حيث الممرضات المسلمات فقط؟ علما بأني سأسافر وحدي لأن زوجي لا يستطيع مرافقتي إلى بلدنا لأنه ملتح، وسأضطر لتركه فترة الولادة والاستشفاء، وفي بلدي لا أطمئن على نفسي في الخروج بالزي الشرعي، مع العلم بوجود منتقبات فهو ليس ممنوعا منعا باتا.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح من أقوال العلماء أن عورة المرأة المسلمة من الكافرة كعورتها من المسلمة، وهي ما بين السرة إلى الركبة. وراجعي في ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 46795، 245113.
وعلى ذلك، فلا يجوز للمرأة كشف عورتها المغلظة لامرأة أخرى، مسلمة كانت أو كافرة، وإنما يجوز ذلك في الولادة ونحوها من أحوال التطبيب مراعاة للحاجة والضرورة، وقد جاء في قرار لمجمع الفقه الإسلامي: الأصل أنه إذا توافرت طبيبة متخصصة يجب أن تقوم بالكشف على المريضة، وإذا لم يتوافر ذلك فتقوم بذلك طبيبة غير مسلمة ثقة، فإن لم يتوافر ذلك يقوم به طبيب مسلم، وإن لم يتوافر طبيب مسلم يمكن أن يقوم مقامه طبيب غير مسلم، على أن يطّلع من جسم المرأة على قدر الحاجة في تشخيص المرض ومداواته وألا يزيد عن ذلك، وأن يغض الطرف قدر استطاعته، وأن تتم معالجة الطبيب للمرأة هذه بحضور محرم أو زوج أو امرأة ثقة خشية الخلوة. اهـ. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 155817.
فإذا لم يتوفر في البلد الذي تقيمين فيه ممرضات مسلمات فلا حرج عليك إن قامت ممرضات ثقات غير مسلمات بما يتطلبه العمل الطبي الذي تحتاجه عملية التوليد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني