الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اليمين الخالية من نية معينة

السؤال

آسف أرسلت إليكم السؤال منذ دقيقة، ولكن حدث تقديم وتأخير في الكلام، وهذا هو السؤال دون أخطاء:
لو أن شخصًا بعض الأصدقاء كانوا يطلبون منه أن يحول إلى هواتفهم أرصدة من الوقت من شركة الاتصالات إلى هواتفهم المحمولة، فيتصل بالبنك الذي يطلب منه إدخال رقم حسابه البنكي، ثم قيمة المبلغ الذي سيقتطع من حسابه، ثم رقم الهاتف الذي سيحول عليه الرصيد،
وفي يوم طلب منه زميل أن يحول له على هاتفه بقيمة مائة درهم، واستجابة لزميله حوّل له، ولكن بقيمة ألف درهم، فحلف الشخص بالطلاق ألا يحوّل بعد ذلك لأحد.
والسؤال الآن: هل هذا الشخص يقع عليه الطلاق إذا حول لأي شخص بالصورة المذكورة فقط؛ بأن يحول من حسابه البنكي لهواتف الآخرين أم يشمل غيرها من الصور؛ كأن يكون في السوق فيطلب منه شخص أن يشتري له بطاقة هاتف من البقالة، ثم يدفع له قيمتها أو قد يطلبها منه على سبيل الهدية، ولا يعطيه قيمتها؟ وهو إلى الآن لم يفعل أيًّا منهما خوفًا من وقوع الطلاق، ولكنه يسأل للمستقبل.
إلا أنه وقع منه ثلاثة أشياء:
بالنسبة لنفسه: لم يحول بالطريقة المذكورة وهو التحويل والشراء عن طريق البنك، ولكن يشتري بطاقة هاتف من البقالة، ويشحن منها هاتفه، فهل بذلك الفعل يحنث؟
بالنسبة لزوجته: قرر أن يعطي زوجته مبلغًا من المال شهريًّا على سبيل الهدية، وهي بالطبع ستشتري منها بطاقات هاتف أو تشحن هاتفها بأي طريقة أخرى، فهل يحنث بإعطائها هذا المبلغ رغم أنه بدأ يعطيها هذا المبلغ فرارًا من أن يحوّل لها أو يشتري لها بطاقة هاتف؟
في يوم كان مسافرًا إلى دولة أخرى، ولم يكن معه شريحة هاتف لهذه الدولة، وكان يريد أن يتكلم بالهاتف، فطلب من أحد أفراد هذه الدولة أن يعطيه هاتفه وكان معه بطاقة هاتف لهذه الدولة اشتراها من البقالة، فشحن بهذه البطاقة هاتف هذا الرجل ليستطيع أن يتكلم منه، ولم يكمل كلامه جميع الرصيد الذي شحنه، وبقي بعض الرصيد في هاتف هذا الرجل، وهو كان يعلم أنه سيتبقى رصيد، وقال لصاحب الهاتف أنه لن يتكلم بجميع ما تم شحنه ليشجع صاحب الهاتف على أن يعطيه إياه، وحتى يطمئن أنه لن يجور عليه أو يستخدم شيئًا من رصيده، فهل يحنث بهذا الفعل؟
أجيبونا مشكورين هل تم الحنث أم لا في هذه الصور الثلاث؟ علمًا أنه بعد أن حلف ألا يحوّل بعد ذلك لأحد أو لأي شخص بدأت تأتي على ذهنه الاحتمالات الأخرى:
هل هذا الحلف يشملني أنا أم الآخرين فقط؟
هل الحلف يشمل صورة التحويل والشراء البنكي فقط أم يشمل الشراء من البقالة؟
هل يسري على فواتير الاتصالات التي أسددها لشركة الاتصالات عن طريق إعطاء المبلغ لموظف الشركة أم لا؟ وهكذا مجموعة من الاحتمالات، خاصة أنه يعاني وسوسة في أمر الطلاق.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحيث لم تكن لهذا الحالف نية معينة في يمينه فإنها تحمل على بساط يمينه وهو السبب الحامل عليها، فلا يحنث في يمينه إلا بالتحويل بالطريقة التي كانت سبب يمينه.

وعليه؛ فلا يحنث بالصور الثلاث المذكورة في السؤال، وننصح السائل بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها؛ فإنّ مجاراة الوساوس تفضي إلى شر وبلاء، والإعراض عنها خير دواء لها.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني