الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحرص على الخطيب الصالح دون الطالح

السؤال

تقدم لخطبتي شاب بطريقة تقليدية، عرف هو وعائلته بالطيبة، وحسن السيرة. فوافقت موافقة مبدئية، دون حتى أن أعرف شكله، ومن ثم بدأت أشعر بالإحباط، والخوف من المواصلة.
لم يكن الشخص الذي تمنيت أن أشاركه حياتي. في الواقع كنت أعرف شخصا منذ الدراسة، لكن لمدة قصيرة. وكنت دائما أراه الإنسان المثالي الذي يناسبني، وشاءت الأقدار أن تحدثنا في الإنترنت، وتطورت علاقتنا وأصبحت أعشقه مع أننا نتحدث في أشياء محرمة، وكنت دائما أشعر بالذنب، لكني لا أستطيع التوقف، إلى أن قرر هو إنهاء العلاقة، وكانت صدمتي كبيرة.
ثم جاء هذا الخاطب، فوافقت كما قلت، لكني الآن في حيرة، دائما أبحث فيه عن الصفات التي وجدتها في علاقتي السابقة، ولا أشعر بشيء تجاهه. صليت الاستخارة، ولم أتوصل لشيء، وأشعر برغبة في أن يعود لي الشخص الذي أحببته وأنتظره، مع أني أعرف أني أتعلق بشيء شبه وهمي.
فانصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تبادري بالتوبة إلى الله تعالى من تلك العلاقة الآثمة، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، ومن صدق التوبة عدم التفات القلب إلى الذنب.

قال ابن القيم –رحمه الله-: وَمِنَ اتِّهَامِ التَّوْبَةِ أَيْضًا: ضَعْفُ الْعَزِيمَةِ، وَالْتِفَاتُ الْقَلْبِ إِلَى الذَّنْبِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ. اهـ.
ومن العجب أن يمنّ الله عليك بخاطب صالح، بعد أن صرف عنك ذلك الشاب الماجن، العابث، فإذا بك تكفرين النعمة، وتريدين استبدال الخبيث بالطيب!
فاتقي الله، واشكريه على أن أنعم عليك برجل صالح، من بيت طيب، واصرفي قلبك عن ذلك الفاسد، واطوي تلك الصفحة السوداء من حياتك، وابدئي صفحة جديدة بيضاء مع هذا الرجل الصالح، تستقيمان فيها على طاعة الله عز وجل، وتتعاونان على مرضاته، وفي ذلك مفتاح سعادة الدنيا والآخرة.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 61744، والفتوى رقم:9360، ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 27151.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني