الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين حسن الظن بالله والاغترار

السؤال

كيف للشخص أن يفرق بين حسن ظنه بالله -سبحانه وتعالى- وبين أن يكون الشيطان هو الذي زين له عمله فيظن أن ما ينتظره خيرًا؟
وبارك الله فيكم، وجزاكم الفردوس الأعلى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حسن ظن العامل بالطاعة والمجتنب للمعاصي يعتبر من حسن الظن بالله تعالى، وهو مرغب فيه، لما في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الله -عزّ وجلّ- قال: أنا عند ظنّ عبدي بي؛ إن ظنّ بي خيرًا فله، وإن ظنّ شرًّا فله. رواه أحمد، وصححه الألباني.

وأما ظنّ المفرط في الطاعات والواقع في المعاصي: فهو من الشيطان.
وفي شرح فتح المجيد للشيخ/ عبد الله الغنيمان: ويجب أن يظن الإنسان بربه خيرًا ويحسن الظن بربه، ولهذا جاء قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)، وفي الحديث القدسي أن الله -جل وعلا- يقول: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فمن ظن خيرًا وجده، ومن ظن سوءًا أو شرًّا وجده)، ولكن الظن يكون تبعًا للفعل، ليس معناه أن الإنسان يفعل المعاصي ويترك الواجبات، ويقول: أنا أظن بربي الظن الطيب والظن الحسن، وأنه سينجيني وسيتفضل علي. فهذا تفريط وغرور من الشيطان، فالإنسان يجب عليه أن يمتثل أمر الله ويجتنب نهيه، ثم يظن بربه الظن الجميل الحسن أنه يجازيه ويعفو عنه، وأنه يجازيه على القليل كثيرًا ويعفو عن سيئاته، ويجب أن يكون عند لقاء ربه أحسن ظنًّا منه في حالة صحته؛ لأنه أصبح أسيرًا بين يدي الله -جل وعلا-، فعليه أن يحسن الظن بربه؛ لأن الله يعفو الذنب العظيم، ويقبل اليسير بجوده وكرمه وسعة رحمته، وقد أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك، وجاء في الحديث: (لو يعلم الظالم والكافر ما عند الله من الرحمة والخير لطمع في ذلك)، مع أنه في المقابل المجتهد والمحسن لو يعلم ما عند الله من العقاب والنكال لأصابه من القلق ومن الخوف الشيء العظيم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني