الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عقد الزواج الصوري للتمكن من الخروج من ديار الكفر

السؤال

أنا إنسانة أعيش في الغرب، في السويد، مع ثلاثة أطفال: ولد، وبنتين. وليس معنا أحد من أهلي، ولا أهلي زوجي.
أتيت إلى السويد من بلاد المسلمين، لكن أريد أن أرجع إلى بلادي، أو أي بلاد مسلمة، وليس لدي جواز لكي أخرج من هذه البلاد، وكل يوم أعيش في خوف، وقلق على أولادي من الفساد، أو أن تأخذهم الحكومة مني؛ لأن كل طفل يعيش في أوروبا يعيش تحت أسئلة، وأجوبة، وكل يوم يأتونك بكلام لا يعلمه إلا الخالق عز وجل. يعني يسعون لإفساد الطفل، سواءً كان كبيرا، أو صغيرا .... لكن يعلم الجميع والله، حتى عندما تعلم أطفالك عن دينهم شيئا، يعتقدون أنك تمارس معهم العنف، مثلاً بنتي عمرها سبع سنوات -ما شاء الله- أحيانا تتكلم مع المدرس في شيء مثلًا: ربنا سيغضب إذا اغتسلت أمام صاحباتي، فقط، والله يقولون لها: ليس هناك رب. تخيل هي تغضب، وتقول: صح أمي، يوجد رب، وجنة، ونار، وكلنا سنموت، وسنحاسب على أعمالنا، لكن قال المدرس لا يوجد هذا الكلام. والله هناك ما هو أسوأ، وأسوأ من هذا، لكن الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار.
تخيل يا أخي العزيز عندما تكون الحياة بهذه الطريقة، في النهاية ماذا أقول لربي عندما يفسدون أطفالي، أو أخسرهم لا قدر الله؟
صحيح أنا أتيت لهذا المكان باختياري، لكن لم أكن أتخيل يوما من الأيام أني سأعيش في حالة خوف، ورعب، فأنا أعيش في صراع نفسي وجسدي.
سؤالي هو: هل من الممكن أن أتزوج بعقد كاذب لكي أتمكن من الخروج؟
هل هذا يجوز في حالة الضرورة، رغم أني متأكدة أنه لا يجوز أن نعبث بشيء كبير مثل الزواج، لكن ألم يقل الإسلام: الضرورات تبيح المحظورات، أو القدر يقدر بمقدار والله أعلم.
أخي العزيز والله، والله، والله ما يعلم بحالي إلا الخالق عز وجل، أريد أن أخرج منها بأسرع وقت ممكن، لكن ليس لدي أي خيار غير أن أصبر حتى النهاية، أو أخرج في أسرع وقت.
وأنا بفضل الله أعلم أنهم إذا خرجوا من هذا المكان سيكونون صالحين، الصلاح يأتي من الخالق عز وجل، لكن البيئة تؤثر عليهم كما كانوا من قبل إن شاء الله.
أخي الكريم يمكن تقول ما كل هذا الكلام، لكن اعتبرني واحدة من أخواتك تعيش في صراع نفسي، وجسدي تريد منك المساعدة.
فأرجو كل الرجاء أن تساعدني في هذا الموضوع.
إن شاء الله أنا في انتظار ردك لي يا أخي الكريم، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على الحفاظ على دينك، ودين عيالك، فهم محل للمسؤولية أمام الله تعالى، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"... والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها.

ولا ريب في أن من كان في مثل هذا الحال الذي أنتم فيه، تجب عليه الهجرة من تلك البلاد، فالسلامة لا يعدلها شيء، وراجعي الفتوى رقم: 2007، ورقم: 12829.

وهذا العقد الذي أسميته بالعقد الكاذب، لعله نوع من العقد الصوري لا يكون فيه إيجاب، ولا قبول، ولا ولي، ولا شهود، فهذا كذب وزور لا يجوز المصير إليه إلا لضرورة، أو حاجة تقرب منها، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 71548.

فإن تعين هذا الأمر طريقا للهجرة من هذا البلد، ولم تجدوا غيره سبيلا، فلا حرج في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني