الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلمة الكفر إذا خرجت من اللسان دون قصد فهل تعد كفرا .

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد: فلدي سؤال وهو أني ذات مرة كنت أصلي وقطعت امرأة صلاتي فسلمت وبدأت ألومها فقالت لي إنها لم ترني أو كلمة اعتذار فقلت لها أنا كنت أعيط الفوق ولم أقلها كنت أقرأ الفوق وكنت حينها أجهر في صلاتي فهل فى هذا استهزاء بالقرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالاستهزاء بالله أو بآياته كفر مخرج من الملة، ولوكان المستهزئ هازلاً غير جاد لقوله سبحانه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 66].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فقد أخبرهم أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب ، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر، ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولوكان الإيمان في قلبه منعه ان يتكلم بهذا الكلام.
إلا إذا خرجت كلمة الكفر على اللسان دون أن يقصد التلفظ بها فلا يعد ذك كفراً بل لغو معفو عنه أما مع قصدها ولو هازلاً فإنه كفر يخرج من الملة وقولك (أعيط الفوق) معناها عند بعض الناس أصرخ عالياً ، ومثل هذه الكلمة في الموطن الذي ذكرت ليست من الاستهزاء إذ المقصود أن صوتك بالصلاة كان مرتفعاً يمكن المرأة أن تسمعه، علماً بأن المرأة لا تقطع الصلاة إذا مرت بين يدي المصلي على الراجح، وراجع الفتوى رقم: 28786.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني