الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تقليل البنت من زيارة أمها لأنها تسبها وتدعو عليها وعلى أولادها

السؤال

توفي والدي منذ خمس سنوات، وحرمني إخوتي من الإرث في المواقع الاستثمارية، وحددوا لي مواقع لا يستفاد منها. وساعدتهم على ذلك والدتي، حيث كانت واقفة معهم، وتسبني، وتدعو علي، وعلى أطفالي. فأصبحت زياراتي لها قليلة؛ بسبب كرههم لي، ودعاء أمي علي، والتي تطلب مني ترك الإرث، وأنه ليس لي شيء مع إخوتي.
فهل علي إثم في قلة زيارتي لها درءا للمفاسد، والمشاكل، وتجريحي، واستهزاء إخواني بي، علما بأنني لم أرض، ولم آخذ شيئا منهم؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما تركه والدك بعد وفاته من مال، حق لجميع الورثة؛ لقول الله سبحانه في آيات المواريث: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا {النساء:11}، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومن ترك مالا فلورثته.

ولا يجوز الإضرار بأي من الورثة في قسمتها، ولمعرفة الكيفية التي يمكن أن تقسم بها التركة من غير إضرار بالآخرين يمكن مطالعة الفتوى رقم: 66593، وننصح بأن لا يكون أمر التركة سببا للقطيعة بينهم، بل عليهم أن يحافظوا المودة في القربى.

وما ذكرت عن أمك من إعانتها لإخوتك على ظلمهم، ودعائها عليك، وعلى أولادك، وسبها لك، أمر غريب، ومن أسباب سخط الله تعالى. ونوصيك بالصبر عليها، والدعاء لها بالتوبة والهداية، وينبغي أن تلتمسي أسباب سخطها عليك، والعمل على معالجة الأمر ولو بالشفاعة إليها ببعض المقربين إليها، واحذري من أن تكون إساءتها دافعا لك إلى عقوقها، وراجعي الفتوى رقم: 199951.

ويجب عليك صلتها بما يجري به العرف، ولا تتعين الزيارة إذا خشي أن يترتب عليها ضرر، فلا حرج في التخفيف منها دفعا للضرر، واحرصي على الوسائل الأخرى للزيارة، وراجعي الفتوى رقم: 288703.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني