الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يرسل لوالده مالا ويأخذ إخوته منه ليصرفوه في الحرام.. الحكم.. والحل

السؤال

سؤالي بخصوص أخ يرسل مصاريف إلى والده، وهو يعلم أن إخوته يأخذون جزءا من هذه المصاريف من والده، ويصرفونها فيما يغضب الله وشرب للحشيش.
ما هو الحكم الشرعي؟
وما هو الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى ما في بر الوالدين من الفضل، فقد قرن الله عز وجل حقه بحقهما، فقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.... {الإسراء:23}، ومن بر الوالدين مساعدتهما بالمال، وخاصة إن كانا في حاجة إليه.

قال الشيخ ابن عثيمين: إذا علمنا أن بر الوالدين واجب -الأم، والأب- فالواجب أن نقوم ببرهما، بالإحسان إليهما بالقول، والفعل، والمال، وبكل ما يسمى براً؛ لأن بر الوالدين بعد حق الله تعالى... اهـ.

وكون الأولاد يأخذون من هذا المال، ويشترون منه الحشيش، لا يلزم منه أن يعطيهم أبوهم وهو يعلم أنهم يأخذون منه هذا المال لأجل ذلك، أو أنه يعطيهم لأجله، ولا يلزم أيضا أن يستخدموا كل مال يحصلون عليه في شراء هذه الخبيثة.

وعليه؛ فلا نرى حرجا -إن شاء الله- في دفع المال إليه، ولا ينبغي تكلف البحث عما إن كان يعطيهم لأجل ذلك أم لا. والواجب على كل حال نصح هؤلاء الأولاد، وتذكيرهم بالله تعالى، وبخطورة تعاطي هذه الحشيشة على دين المرء، ودنياه.

وخروجا من هذا كله، لا بأس بأن يعرض على الأب أن يشتري له حاجياته، بدلا من إعطائه المال، فإن ارتضى ذلك، فالحمد لله، وكان فيه خروج من الإشكال، وجمع بين المصلحتين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني