الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بحديث النفس ولا بمجرد النية

السؤال

ما الفرق بين حديث النفس والنية؟ لأني مصاب بوسواس، وعلمت أن المذهب المالكي يفتي بوقوع الطلاق بالنية وحدها، ولكن هذا فيه شدة كبيرة للموسوس مثلي؛ لأني لا أقدر على تجنب الأفكار الوسواسية بالرغم من أن قلبي يبغضها ولا يريدها، فماذا أفعل؟ لأني أحب أن أخرج من الخلاف في كل الأمور، وأني مصاب بوسواس تعليق الطلاق أو الظهار بأي أمر حتى لو كان بسيطا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق لا يقع بحديث النفس ولا بمجرد النية، حتى عند المالكية فقد بين الشيخ عليش ـ رحمه الله ـ وجه القول المنقول عنهم وأن مجرد النية لا يقع بها الطلاق اتفاقا فقال: بِأَنْ أَجْرَى لَفْظَةَ الطَّلَاقِ عَلَى نَفْسِهِ وَاسْتَحْضَرَهَا بِقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ تَلَفُّظٍ بِهَا كَمَا يُجْرِيهَا عَلَى لِسَانِهِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ مُجَرَّدَ النِّيَّةِ، وَالْقَصْدِ لِلتَّطْلِيقِ إذْ لَا يَلْزَمُ بِهَا طَلَاقٌ اتِّفَاقًا وَكَذَا مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ طَلَّقَهَا ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ عَدَمُهُ، فَلَا يَلْزَمُهُ الطَّلَاقُ إجْمَاعًا، وَكَذَا لَا أَثَرَ لِلْوَسْوَسَةِ وَلَا لِقَوْلِهِ فِي خَاطِرِهِ أَطْلق هَذِهِ وَأَسْتَرِيحُ مِنْ سُوءِ عِشْرَتِهَا مَثَلًا قَالَهُ الْقَرَافِيُّ. منح الجليل شرح مختصر خليل (4/ 92)
فأعرض عن الوساوس ولا تلتفت إليها، واعلم أنّه يجوز للموسوس أن يأخذ بأيسر أقوال أهل العلم في المسائل الخلافية، لدفع الحرج والتخلص من الوساوس، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 181305.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني