الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم القرض الربوي من أجل منزل الزوجية

السؤال

شيخي الفاضل أريد أن أسألك بخصوص التعامل مع البنوك الربوية.
نحن في المغرب ليس لدينا البنوك التي تتعامل بطريقة شرعية وبدون فوائد، وأنا أريد شراء منزل للزواج، وإذا قمت بانتظار السنوات الطوال لجمع المال سأتأخر في الزواج، وأنا أريد إكمال ديني، فعمري 23 سنة، فما حكم أن أقوم بقرض من البنك؟ وهل هذا يعتبر من الضرورة؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتعامل بالربا محرم ومن كبائر الذنوب، ولا يجوز إلا لضرورة ملجئة، وقد بينا حد الضرورة المبيحة لذلك في الفتويين التالية أرقامهما: 29129، 178181، وما أحيل عليه فيها.
والزواج ليس من الضرورات المبيحة للاقتراض بالربا، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 151839، 276991، وما أحيل عليه فيهما.
ثم ننصحك بالبحث عن وسائل أخرى لتوفير مسكن، وانظر الفتوى رقم: 113680.

ولا تسترسل مع الظنون وتنسى لطف ربك، ففرجه قريب من المتقين، وقد وعد باليسر لمن وقع في العسر، فقال سبحانه: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا {الشرح:5 ، 6}، ولن يغلب عسر يسرين، وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3،2}، وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم في الحلية, وصححه الألباني.
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني