الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكسب عن طريق التسويق لمنتجات عبر الإنترنت

السؤال

أما بعد: أنا أريد الانضمام إلى شركة تسمى: SFI حيث أقوم بالتسجيل المجاني بدون أن أشتري أي سلعة أو منتوج, وللحصول على النقود أقوم بعملين:
1ـ أقوم ببعض المهام لأحصل على النقاط حيث تتركز هذه المهام مثلا على سبر الآراء وقراءة بعض النصائح التي تخص التسويق؛ حيث أقوم بالضغط عليها فأحصل على نقاط.
2ـ الترويج لمنتجات هذه الشركة عن طريق فيسبوك , تويتر دون أن أجبر أحدا على شرائها, علما أن منتجاتها جلها حلال إلا أنها تبيع بعض المنتجات المحرمة كالملابس المتبرجة والأغاني والأفلام, إلا أنني أستطيع التحكم كليا في السلع التي أروج لها فلا أروج لمثل هذه السلع وأحث من اشترك تحتي ألا يروج لها، كما يمكنني المشاركة في قرعة مجانية تمكنني من جمع نقاط أكثر إذا خرجت فيها، أيضا يمكنني أن أدعو أشخاصا بالمجان للتسجيل بالموقع ويقومون بنفس العمل الذي أقوم به ويتمتعون بنفس الحقوق التي أتمتع بها، وآخذ نسبة من الأموال على النقاط التي يجمعونها كل ما جمعوا نقاطا أكبر أحصل على مال أكثر دون أن آخذ من مالهم شيئا, كما آخذ نسبة معلومة تقدر بـ 40% عن كل منتج يشترونه كمكافأة من الشركة، علما أن الشراء يكون اختياريا ويكون الشخص مقتنعا بشرائه؛ لأنها تقوم بوضع جميع خصائص المنتج وسعره، وهم أيضا يستطيعوا أن يدعوا أشخاصا للتسجيل تحتهم حيث إن هذه الشركة لا تعتمد على التسويق الهرمي حيث إنه يمكن للشخص في المرتبة الثانية أن يجمع نقاطا أكثر من الشخص في المرتبة الاولى حسب تنفيذ العمليات المذكورة سابقا، وبالتالي يمكنه الحصول على أموال اكثر مني بصفتي أنا الشخص الذي في المرتبة الأولى، ولدي سؤالان لفضيلتكم:
1ـ هل هذا العمل حلال أم حرام؟.
2ـ هل يمكن أن أسجل أفراد عائلتي طبعا بعد أخذ موافقتهم، وأقوم بالعمل مكانهم لأحصل على نقاط أكثر؟
وجزاكم الله كل خير عنا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الاشتراك مجانا ويمكن التحكم فيما يروج له المرء من منتجات الشركة، ولا يروج إلا لما هو مباح ويكسب النقاط من تسويق منتجات الشركة، أو إنجاز بعض المهام لها، فلا بأس بذلك، كما لا حرج في كسب النقاط من خلال إدراج اسم المشترك في قرعة مجانية للفوز ببعض النقاط، وتسجيل أفراد العائلة للعمل مكانهم وكسب النقاط من ذلك لا يخلو إن كان عن علم من الشركة ورضى منها ولا غش فيه ولا خداع فلا حرج، وإلا فلا يجوز والمتبادر أن ذلك لا يخلو من غش وتحايل.

كما أن المكافآت المتعلقة بعمل الأعضاء الذين هم في قائمة العضو لا تخلو من غرر إذا كانت جزءا من أجرة المشترك وليست محض تبرع من الشركة.

لأنها إذا كانت جزءا من أجرة المشترك وهي معلقة على مدى نشاط الأعضاء وتفاعلهم مع الموقع ولا علاقة للمشترك بهم سوى أنهم في شجرته فهنا قد تحصل الأجرة وتتضاعف، وقد لا تحصل إذا لم ينشط الأعضاء وهذا غرر والغرر منهي عنه.

وأما لو كانت تلك المكافآت التي تمنح للمشترك بحسب نشاط من هم في قائمته ليست جزءا من أجرته بل هي تبرع محض ولا يلزم الشركة دفعها إليه فلا حرج في ذلك حينئذ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني