الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوسوسة في الغسل والنجاسة وخروج المني

السؤال

أنا شاب في العشرين من العمر, أعاني من وسواس قهري شديد في الاغتسال, فالاغتسال عندي يحتاج إلى تركيز ذهني كبير جدا يفوق التركيز على الدراسة, فأنظف أسناني قبل الاغتسال وأستجمر من الدبر كي أتأكد أن لا وجود للنجاسة بثلاث, ثم أغتسل وأقوم بتنظيف أظافري قبل الشروع بالغسل، فأقوم بدلك كل جسمي وبالأخص المناطق التي فيها شعر بأظافري للتأكد من وصول الماء, فإن ظننت أني لم أغسل أظافري قمت بغسلهم وإعادة غسل البدن مجددا, ثم بعد أن أنتهي تقريبا من الغسل أفكر في كل عضو هل غسلته أم لا؟ فأدخل في متاهة طويلة تسبب لي صداعا قبل أن أنتهي, فأصبحت أغتسل قبل كل صلاة, فأقوم بالخطوات السابقة بشكل سهل نسبيا في مدة لا تتجاوز العشر دقائق, أما إن كنت مثلا مضطرا إلى الصلاة خارج المنزل أكثر من فرض (مثلا الظهر والعصر) ولا أقدر أن أعيد الاغتسال فعندها يأخذ وقتا طويلا جدا ويتعبني كثيرا, كما أنني في الجامعة بعد كل محاضرة أذهب إلى الحمام لأتفقد سروالي الداخلي لتفقد إن كانت الجنابة حصلت أم لا, ولا أكتفي بتفتيش مناطق المحيطة بالذكر بل أفتش كل السروال من الخلف والأمام, وإن وجدت بللا ولو كان عند الدبر فأعتبره منيا وأغتسل عندما أعود إلى البيت, كما أن عندي وساوس في موضوع الملابس, فإن وسوست أن الجنابة حصلت فلا ألبس الملابس التي حصلت فيها إلا بعد غسلها, ودائما ما أوسوس في طهارة الملابس التي في الخزانة, مما يتعب والدتي كثيرا من كثرة غسل الملابس مرات متتالية, كما أنني أعاني من نوع من البدع على شكل وساوس, فإن اغتسلت وقضيت الحاجة بعد الاغتسال بوقت قصير فأعيده ظنا مني أنه لا تجوز مدافعة الأخبثين في الغسل، وهذا من أسباب اغتسالي قبل كل صلاة, وإن كلمني أحد من أهلي لحاجة أثناء الاغتسال قمت بإعادة الاغتسال, كما أنني أعيد الاغتسال أو الوضوء أو الصلاة عندما تأتيني أفكار في المعاصي والمحرمات, وأيضا أعيد الوضوء والصلاة عندما أجد على ملابسي شعرة لوالدتي أو أختي, أو حتى أن ألمس أو أن اكلم والدتي أو أختي فإني أعيد الوضوء.
أتمنى أن تقرأوا ما كتبت وأن ترشدوني إلى كيفية التخلص من هذه الوساوس والبدع, فقد عانيت قبلا من وساوس في الوضوء والصلاة والطهارة ولكن تخلصت من معظمها, أتمنى الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تمكن منك الوسواس وبلغ منك مبلغا عظيما، ولا علاج لهذه الوساوس سوى تجاهلها والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها بالمرة، فلا تفتش في سراويلك لتنظر هل خرج مني أو لا، ولا تحكم بأنه قد خرج منك مني إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، ولا تغتسل لشيء من الأسباب المذكورة، لا لمدافعة الأخبثين ولا للشك في خروج المني ولا لغير ذلك من الأسباب، فلا تغتسل إلا إذا تيقنت يقينا جازما تستطيع أن تحلف عليه أنك أجنبت، ولا تتوضأ للمس أمك أو أختك، ولا تشك في نجاسة شيء من الثياب، بل احكم بطهارتها؛ لأن الأصل فيها هو الطهارة ولا يحكم بنجاسة شيء لمجرد الشك، فلا تغسل من الثياب ما لا تتيقن نجاسته يقينا جازما، وإذا اغتسلت فإنه يكفيك أن تفيض الماء على جسدك حتى تعمه بالغسل، ويكفيك في ذلك غلبة الظن ولا يشترط اليقين، فإذا غلب على ظنك أن الماء قد وصل إلى جميع بدنك فقد طهرت بذلك وارتفع حدثك، فإذا اتبعت هذه الوصايا زالت عنك الوساوس بإذن الله، وانظر لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني