الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء المبتلى بالتطير ووساوس الكفر والشرك

السؤال

كانت علي فوائت منذ سنين فقد كنت أصلي بغير غسل من الجنابة وأنقص بعض أركانها وواجباتها بسبب تقصيري في البحث في الدين وبدأت أقضي فترة، ثم قطعت القضاء، ثم أتت يلي فترة قسا قلبي واقترفت كبائر ـ والعياذ بالله ـ فكان يأتيني كلام في نفسي من سب لله سبحانه وتلفظت به، وبعد تلفظي راجعت ديني وإذا بعقيدتي فيها خلل وجهل كبير، فقد تذكرت في صغيري أنني كنت أتطير وأتسخط كثيرا، وحين فكرت في نفسي وجدت عندي شركا أكبر، لأن الشخص إذا خاف من أحد أو أحب أحدا كحب الله أشرك، فهل كل صلواتي السابقة غير صحيحة وقد بطلت بسبب وجود خلل في عقيدتي كالشرك والكفر؟ وهل إذا تبت يجب أن أصلي صلوات السنين الأولى والصلوات التي كنت أصليها وكان عندي شرك وأنا لا أعلم به أصلا؟ أم أنها أحبطت وكانت في حال شرك وتكفي التوبة والبدء بالصلوات الحاضره فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تأملنا أسئلتك وبان لنا بوضوح أنك مبتلاة بالوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها وبخاصة في باب الكفر، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، واعلمي أنك على الإسلام بحمد الله لا تخرجين منه بمجرد هذه الظنون وتلك الأوهام والوساوس، وما تزعمينه من حبك أحدا غير الله حبا مساويا لحبه تعالى هو محض وسوسة، وليس كل تطير وتسخط مما يخرج عن الملة، فعليك أن تطرحي عنك هذه الوساوس وألا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، وأما الصلوات التي وقع منك ترك لبعض شروطها أو أركانها: فوجوب إعادتها محل خلاف بين العلماء بيناه في الفتوى رقم: 125226.

ولا حرج عليك في تقليد من يفتي بعدم لزوم القضاء ما دمت مصابة بالوسوسة على ما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني