الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الفدية على من أخر قضاء صيام رمضان

السؤال

الموضوع مباشرة حتى لا أطيل، صديقتي وضعت ابنتها في 9 رمضان قبل الماضي، لم تصم سوى 3 أيام ثم منعتها طبيبتها لخطورة ذلك على الجنين، وأفطرت من اليوم الرابع حتى ولادتها في اليوم التاسع، وطبعا لظروف النفاس لم تصم ما تبقى من رمضان بسبب الرضاعة، تأخرت في القضاء حتى نسيت ولم تتذكر سوى قبل رمضان الذي يليه بفترة بسيطة، فلم تتم كل ما كان عليها، وهي تعلم أنها في ذلك مقصرة ومذنبة، وأتى رمضان الماضي وهي لم تتم ما فاتها منذ أيام الوضع، وتريد أن تعرف كفارة ما فعلت وما عليها، علما بأنها على وشك أن تضع طفلها الثاني الشهر القادم إن شاء الله، أي أنها لن تقوى على الصيام في الفترة المقبلة، فماذا عليها؟
عذرا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي فهمناه أن هذه المرأة أفطرت ستة أيام خوفا على جنينها، وهذه الأيام الستة يلزمها قضاؤها، وأن تطعم عن كل يوم منها مسكينا في قول كثير من العلماء، ولتنظر الفتوى رقم: 113353، وأما ما بقي من الشهر فلا يلزمها فيه إلا القضاء لكونها إنما أفطرت من أجل النفاس، وقد كان الواجب عليها أن تقضي جميع تلك المدة قبل دخول رمضان التالي إن قدرت على ذلك، فإن كانت قد أفرطت في القضاء عالمة بحرمة تأخيره كما يفهم من السؤال، فعليها عن كل يوم أخرت قضاءه لغير عذر حتى دخل رمضان التالي فدية إطعام مسكين عن كل يوم، ومقدار الفدية هو مد من طعام وهو من الأرز 750 جراما تقريبا، ولو أخرجت عن كل يوم نصف صاع وهو ما يساوي كيلو ونصف تقريبا لكان أحسن خروجا من الخلاف، فإن عجزت عن القضاء للحمل أو الرضاع أو لغير ذلك من الأعذار فلا شيء عليها، ولتقض متى استطاعت، ولا تتكرر الفدية التي تلزمها بتكرر الرمضانات.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني