الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج المعتدة باطل بلا خلاف

السؤال

هجرني زوجي منذ أكثر من سنتين في الفراش، وطلقت منه أخيرًا بعد معاناة، وطيلة هذه السنوات لم يكن يعطيني حقوقي نهائيًّا، حيث يقاطعني قطيعة كاملة. الآن وأنا في العدة لا أستطيع صبرًا فوق ما صبرته لسنوات، فهل يجب انتظار العدة حتى أتزوج بآخر؟ مع العلم بأني كنت متزوجة لمدة 13 عامًا بنفس الوضع دون وجود علاقة زوجية إلا ما ندر منذ سنوات بعيدة، ألا يحق لمثل هذه الحالة أي استثناء؟ فلقد حاولت كثيرًا أن أجاهد نفسي في هذا الشأن، ولكنها أصبحت حاجة ملحة بشكل كبير، ومع العلم أنها طلقة بائنة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك التزوج قبل انقضاء عدتك مهما كان الحال؛ فزواج المعتدة باطل بلا خلاف؛ قال ابن قدامة -رحمه الله-: "وجملة الأمر أن المعتدة لا يجوز لها أن تنكح في عدتها إجماعًا أي عدة كانت لقول الله تعالى: {ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله}، ولأن العدة إنما اعتبرت لمعرفة براءة الرحم لئلا يفضي إلى اختلاط المياه وامتزاج الأنساب، وإن تزوجت فالنكاح باطل؛ لأنها ممنوعة من النكاح لحق الزوج الأول، فكان نكاحًا باطلًا، كما لو تزوجت وهي في نكاحه، ويجب أن يفرق بينه وبينها" المغني - (9 / 121).
فالواجب عليك: أن تصبري حتى تنقضي عدتك، وإذا كنت صبرت على هجر زوجك سنوات، فأحرى أن تصبري قليلًا حتى تنقضي العدة، و مما يعينك على ذلك الصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله، والاعتصام به، والتوكل عليه، والحرص على مصاحبة الصالحات، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله؛ فإنّه قريب مجيب. وراجعي الفتوى رقم: 23231.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني