الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول إن فلانا أو العلم الفلاني ارتفع على الدهر

السؤال

ما حكم قول: " فلان ارتفع على الدهر"؟
وما حكم قول: " لقد ارتفع الحديث الشريف على الدهر"؟ و "ارتفع علم الفقه على الدهر " و "ارتفعت أصول اللغة العربية على الدهر"؟ هل يُحكَم بالبطلان على كل هذه الأقوال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد علو شأن شخص ما، فلا حرج فيه إن كان رفيعا بعلم، أو ما أشبهه من معالى الأمور؛ فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}، وفي صحيح مسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين.

ولا حرج كذلك في التعبير عن فضل العلم، وعلو شأن علم الحديث، والفقه، والعربية وارتفاعها على ما دونها. فبعلم الحديث، والفقه يعرف الناس أحكام دينهم الذي يتعبدون به إلى الله تعالى، كما قيل:
إذا ما اعتز ذو علم بعلم * فعلم الفقه أولى باعتزاز
فكم طيب يفوح ولا كمسك * وكم طير يطير ولا كبازي
وقال بعضهم:
وخير علوم علم فقه؛ لأنه * يكون إلى كل العلوم توسلا

فإن فقيها واحدا متورعا * على ألف ذي زهد تفضل واعتلى

وقال الآخر:
تفقه فإن الفقه أفضل قائد * إلى البر والتقوى وأعدل قاصد
وكن مستفيدا كل يوم زيادة * من الفقه واسبح في بحور الفوائد

فإن فقيها واحدا متورعا * أشد على الشيطان من ألف عابد

وراجع في رفعة شأن العربية، الفتاوى التالية أرقامها: 49793، 137271، 97354

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني