الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية الأفلام الإباحية أقبح وأعظم إثماً من رؤية محجبة ترقص وكلاهما شر ومحرم

السؤال

أنا أعلم أن مشاهدة الأفلام الإباحية لا تفرق عن الزنى بشيء، ولكن مشاهدة امرأة ترقص هذا إثم أيضا، ولكن لا يكون زنى، ويمكن التوبة بعدها، إذًا السؤال: هل مشاهدة راقصة محجبة ترقص بمثابة مشاهدة فيلم إباحي؟ وأيهما أشد في الإثم؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن مشاهد الأفلام الإباحية منكر، وسبيل إلى ما هو أسوأ من ذلك كالوقوع في الزنا، ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 76130.

ومع هذا، فلا يصل الإثم فيه إلى إثم الزنا الذي أوجب الله فيه الحد؛ لما فيه من مفاسد عظيمة.

ومشاهدة الراقصات أمر محرم، وسبيل إلى ما هو أعظم منه؛ كما بينا بالفتوى رقم: 2778.

وبَيِّنٌ أن رؤية الأفلام الإباحية أقبح وأعظم إثماً من رؤية من سترت بعض عورتها، ولا يعني ذلك التهاون في هذا الذنب، فمن حيل الشيطان أن يوقع المرء في الذنب بدعوى التوبة بعده؛ فاحذر من ذلك.

قال ابن كثير في قوله تعالى: يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ {الحديد: 14-15}، ...{ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني} قال بعض السلف: أي فتنتم أنفسكم باللذات والمعاصي والشهوات {وتربصتم} أي: أخرتم التوبة من وقت إلى وقت، ...{وغرتكم الأماني} أي: قلتم: سيغفر لنا، وقيل: غرتكم الدنيا {حتى جاء أمر الله} أي: ما زلتم في هذا حتى جاء الموت {وغركم بالله الغرور} أي: الشيطان، قال قتادة: كانوا على خدعة من الشيطان، والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار. انتهى.

وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 46873، 188365.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني