الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجزئ غسل واحد عن عدة أحداث؟

السؤال

أنا أعاني من الوسواس، ومبتلى بأشياء كثيرة مثل الشذوذ -والعياذ بالله-، اليوم مارست اللواط، وقد نزل على جسدي المني -من الشخص الآخر-، وقرأت أنه إذا نزل المني على جسد المرأة مع الإيلاج فيجب عليها الاغتسال، وأخذت بهذا القول للرجال، وبعدها قد مارست العادة السرية، وكنت أقول كلامًا -والعياذ بالله- جعلني مرتدًّا، فكنت أقول: يا حظهم لا يجب عليهم غسل الجنابة. وأنزلت المني، وبعدها استقبلت القبلة وتشهدت بقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) مع رفع السبابة، ومن ثم ذهبت لغسل الجنابة، وعندما انتهيت -والعياذ بالله- وسوس لي الشيطان وسببت الله لا أعلم كيف! ولكن خفت وخرجت من الحمام، واستقبلت القبلة وتشهدت بقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله) مع رفع السبابة، وكانت إحدى أصابعي مجروحة بجرح بسيط، وبعدها اغتسلت للجنابة غسلًا واحدًا بنية التطهر للدخول في الإسلام أو التطهر بعد الشهادتين لا أعلم ماذا يسمى وبنية رفع الحدث الأكبر والأصغر، ومع أني أيضًا خرج مني مذي قبلها، فغسلت الجنابة بهذه الطريقة: غسلت يدي ثلاث مرات مثل الخطوة الأولى من الوضوء، بعدها غسلت ذكري والأنثيين (الخصيتين) ومكان شعر العانة (كنت أفركهما أي لا أصب الماء وأتركه بل مع الفرك) لا أعلم إذا أصابها شيء أم لا، لكن احتياطًا، ولكن أظن لم يصبها شيء، ولكن غسلتها احتياطًا، بعدها توضأت، وبعدها صببت ثلاث (طاسات) على رأسي مع التخليل، وبعدها صببت (طاسة) على باقي بدني، وبعد ذلك لأني موسوس خفت أني لم أتطهر، وغسلت الجنابة بطريقة أخرى: سميت وغسلت يدي مرة واحدة مثل الخطوة الأولى من الوضوء، وتمضمضت ومن ثم استنشقت وأخذت (طاسة من الماء) وصببتها على جسمي (من رأسي إلى قدمي) بدون فرك أو أي شيء، وأحسست أني لم أطهر نفسي، فغسلت الجنابة مرة ثالثة بهذه الطريقة، وأخذت (طاسة من الماء) مرة أخرى وصببتها على جسمي (من رأسي إلى قدمي)، بعد ذلك توضأت وصليت المغرب، فهل فعلي صحيح؟ وهل الجرح يوثر على أي شيء؟ وهل يجوز غسل الجنابة الواحد من أكثر من حدث (مثل من مس زوجته، أو مسه رجل، أو أنزل المني أكثر من مرة، ومن دخل للإسلام، أو عاد بعد أن كان مرتدًّا عن الإسلام)؟ وأنا عليّ قضاء صلوات كثيرة، فهل بعد إسلامي تسقط عني أم أقضيها ويجب ذلك عليّ؟ وهل طريقتي بالتشهد صحيحة؟ مع العلم أني تبت إلى الله، وبإذن الله لن أعود لهذا الفعل -دعواتكم لنا-، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أولًا أن تتوب إلى الله من هذا الذنب العظيم والجرم الجسيم الذي هو اللواط؛ فإنه من أشنع الكبائر وأعظم الموبقات، ثم اعلم أن علاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، ويظهر أن ما تذكره من سبّك لله تعالى كان أمرًا وقع في نفسك ومجرد وهم ووسوسة، وهذا لا تخرج به من الملة، فدع عنك هذه الوساوس، ولا تسترسل معها، ولا تعرها اهتمامًا، والغسل الواحد يكفي عن الأحداث المتعددة، وصفة الغسل المجزئ هي أن يعم الماء جميع بدنك، ويكفي في ذلك غلبة الظن ولا يشترط اليقين، ولا أثر لهذا الجرح في صحة غسلك، فإذا كنت قد عممت بدنك بالماء على النحو الذي ذكرت فقد ارتفع حدثك وصحت صلاتك، وانظر لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.

وأما ما عليك من الصلوات: ففي وجوب قضائها خلاف، انظره في الفتوى رقم: 128781. ولا حرج عليك في تقليد من يرى عدم لزوم القضاء، وانظر الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني