الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام في أخذ العمولة على التسويق الألكتروني

السؤال

ما حكم العمل مع شركات أو شبكات: cpa marketing ـ التسويق الإلكتروني؟ شركات: cpaـ هي وسيط بين المعلنين وبين الناشرين على الأنترنت الذين بدورهم يدفعون المال مقابل الحصول على نشاط الزوار, وهي تعني: cost per actionـ أي دفع المال مقابل الحركة التي يقوم بها الزائر، وفي هذه الشركات الوسيطة يقوم المسوق ـ الناشر ـ باختيار العرض الذي يناسبه ويسوق له، وهذه العروض أو المنتجات تكون عمولة التسويق فيها معلومة وثابتة, وهي تختلف من حيث الحركة أو الأكشن التي يقوم بها الزائر إلى:
1ـ عملية استطلاع: دخول الزائر عن طريق الرابط الخاص بي إلى الاستطلاع وملئه بالكامل، فأقوم بأخذ العمولة من المعلن ثمنا لهذا الزائر.
2ـ الدفع مقابل التحميل: دخول الزوار إلى موقع المعلن عن طريق الرابط الخاص بي وتحميل البرنامج، وعند إتمام عملية التحميل والتثبيث بنجاح يقوم المعلن بدفع عمولة معلومة عن هذه العملية.
3ـ الدفع مقابل اشتراك في موقع: تسجيل الزائر في موقع المعلن عن طريق رابط الخاص بي، وعند إتمام عملية التسجيل يتم احتساب العمولة المخصصة لهذا العرض.
4ـ إدخال الإيميل أو الرمز البريدي: حيث يقوم الزائر عن طريق الرابط الخاص بي بالدخول إلى موقع المعلن وإدخال إيميله أو رمز البريد الإلكتروني إذا أعجبه العرض، وهنا تحتسب لي العمولة المعلومة الخاصة بهذا العرض، وغيرها من الحركات الكثيرة.
تجدر الإشارة إلى أن الزائر يدخل إلى العرض بطريقة غير مباشرة أي أنه يقوم بإتمام العملية من تلقاء نفسه دون أن يعلم بأنني آخذ عمولة على ذلك، لكن هناك بعض العروض التي تتنافى مع شريعتنا الإسلامية مثل عروض تحميل الأغاني، وهناك بعض الشركات تحتوي على عروض المواقع الإباحية والتي تكون مخفية إلا لمن أراد تسويقها فيقوم بالضغط على زر معين يظهر له هذه العروض، وهناك عروض أخرى لا تتنافى مع شريعتنا مثل هذا العرض: أدخل إيميلك أو الرمز البريدي للحصول على كتاب تخفيف الوزن أو أكمل استطلاع الرأي مع إمكانية فوزك بجائزة معينة وغيرها من العروض، كما تجدر الإشارة بأنني كمسوق أقوم بالتسويق للعرض الذي أريده والذي يعجبني، وكذلك الزائر فهو يقوم بإكمال العروض التي تعجبه، وهناك بعض الشركات تعطي 5 بالمائة من الأرباح التي يسحبها كل شخص أجلبه للتسجيل تحت رابطي دون أن ينقص فلسا... واحدا من أرباحه، والزوار الذين يتم استهدافهم للتنفيذ هذه العروض وأخذ العمولة من الكفار ـ الغرب ـ وهذه الشركات غربية والمعلنون أغلبهم من الغرب، فهل يمكنني تسويق العروض التي لا تخالف شريعتنا؟ وهل يمكنني العمل في هذه الشركات على الإنترنت؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان نظام التسويق في الشركة لا يشترط دفع رسوم، وكانت عمولة السمسار معلومة، وليست معلقة كلا أو بعضا على نشاط من هم في شبكته، ولا يسوق المشترك إلا ماهو مشروع، فلا حرج في ذلك، لجواز السمسرة وأخذ أجرة عليها، جاء في كشاف القناع: فمن فعله ـ أي العمل المسمى عليه الجعل- والسمسرة داخلة في الجعالة، بعد أن بلغه الجعل استحقه كدين استقر أي كسائر الديون على المجاعل، لأن العقد استقر بتمام العمل، فاستحق ما جعل له. اهـ.
وهكذا أخذ العمولة عن طريق تعبئة الاستمارات إن كان موضوعها مباحا ولا تعين على محرم.

وأما العمولات التي تعطى مقابل نشاط من هم في شبكة المشترك فينظر فيها إن كانت من جملة أجرته، فلا يصح ذلك للغرر والجهالة، وأما لو كانت تبرعا من الشركة لتحفيز الأعضاء على الجد ومثابرة الجهد، فلا حرج فيها حينئذ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني