الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الصبيان عن الخروج وقت المغرب دون الكبار

السؤال

هل الأمر بكف الصبيان عن الخروج بعد المغرب يشمل الكبار كذلك؛ بمعنى: ألا نخرج نحن بعد المغرب إلى وقت العشاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأمر بكف الصبيان عن الخروج والانتشار وقت المغرب خاص بهم ولا يشمل الكبار؛ لأن الصبيان أكثر عرضة لما يضر، ولعدم تحرزهم بالأدعية والأذكار؛ فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا.
ومعنى جنح الليل -كما قال العلماء-: ظلامه، وقيل: أول ما يظلم. ومعنى: فكفوا صبيانكم: أي: ضموهم وامنعوهم من الخروج والانتشار.
قال القاضي عياض في إكمال المعلم: "وقد علل نهيه -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك بانتشار الشياطين حتى تذهب؛ لئلا يصيبها منها ضرر أو روع".
وقال الصنعاني في التنوير: "فيخاف من إصابة الصبيان من شر منهم، وكأن تسليطهم على الصبيان لا على المكلفين".
وذكر ابن الجوزي في كشف المشكل الحكمة من تخصيص الصبيان فقال: "وَإِنَّمَا خيف على الصّبيان خَاصَّة لشيئين: أَحدهمَا: أَن النَّجَاسَة الَّتِي تلوذ بهَا الشَّيَاطِين مَوْجُودَة مَعَهم. وَالثَّانِي: أَن الذّكر الَّذِي يستعصم بِهِ مَعْدُوم عِنْدهم. وَالشَّيَاطِين عِنْد انتشارهم يتعلقون بِمَا يُمكنهُم التَّعَلُّق بِهِ، فَإِذا ذهبت سَاعَة اشْتغل كل مِنْهُم بِمَا اكْتسب، وَمضى إِلَى مَا قدر لَهُ التشاغل بِهِ".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني