الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة المقبولة وغير المقبولة

السؤال

1ـ هل الله يقبل جميع أنواع التوبة؟ وبدون حساب وعقاب في الدنيا أو الآخرة؟.
2ـ إذا تكلمت عن شخص وقلت عنه كلاما يشوه سمعته، وقلت عنه كلاما لم يفعله ولم يقله أمام شخص آخر، ولا أستطيع إصلاح الأمر أو فعل أي شيء، فماذا علي أن أفعل؟ وهل الله سيغفر لي هذا الذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتوبة إذا كانت نصوحا مستوفية لشروطها وأركانها فهي توبة مقبولة ماحية للذنب بإذن الله، وصاحب هذه التوبة لا يعاقب على ذنبه لا في الدنيا ولا في الآخرة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدرا. انتهى.

وأما التوبة التي لا تقبل فهي التوبة غير المستوفية لشروطها من العزم على عدم معاودة الذنب والإقلاع عنه والندم على فعله، وكذا التوبة الواقعة في غير الوقت الذي تقبل فيه التوبة، وذلك كالتوبة بعد بلوغ الروح الحلقوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي، وقال تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ {النساء:18}، وكذلك لا تقبل التوبة إذا كانت بعد طلوع الشمس من مغربها؛ كما في مسند أحمد وغيره عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وراجع الفتوى رقم: 61533، وراجع كذلك لمزيد فائدة الفتوى رقم: 108702.

إذا علم هذا فلا بد أن تستوفي التوبة شروطها والتي منها: استحلال المخلوق إذا كان الذنب متعلقا به، فهذا الذي فعلته من الافتراء على شخص آخر ونسبة كلام لم يقله إليه مما أضر بسمعته يعد من البهتان، ومن كمال توبتك أن تستحل هذا الشخص، أو تبين كذب نفسك لمن ذكرت هذا الكلام له، وهذا لا يكاد يتعذر على من أراد مرضاة الله تعالى، وأن تكون توبته توبة نصوحا مقبولة، فإن تعذر عليك هذا فأكثر من الاستغفار لهذا الشخص وذكره بخير حيث ذكرته بسوء ما أمكن، فإن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني