الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يعبد الله لكي ينال الجنة وينجو من النار فقط

السؤال

هل من يعبد الله لكي ينال الجنة وينجو من النار فقط عمله باطل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن عبد الله طلبًا للفوز بالجنة والنجاة من النار دون غير ذلك لا يقال إن عمله باطل، ولكنه أخطأ بقصده هذا؛ لأن الله تعالى يستحق العبادة ولو لم يُدخل العبد الجنة وينجه من النار، بل العمل لا ينجي العبد من النار، وإنما ينجو العبد منها ويدخل الجنة بمحض رحمة الخالق سبحانه؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لن ينجى أحدًا منكم عمله. قال رجل: ولا إياك يا رسول الله؟ قال: ولا إياي، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، ولكن سددوا.

وقال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل: لا يدخل أحد الجنة بعمله مجردًا دون رحمة الله تعالى، لكن يدخلها برحمة الله تعالى التي جعل بها الجنة جزاء على أعمالهم التي أطاعوه بها. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: قال المحققون: للعبادة درجات ثلاث؛ الأولى: أن يعبد الله طلبًا للثواب وهربًا من العقاب، وهي نازلة جدًّا؛ لأن معبوده بالحقيقة ذلك الثواب. الثانية: أن تعبده لتتشرف بعبادته والنسبة إليه، وهي أعلى لكنها غير خالصة؛ إذ القصد بالذات غير الله. والثالثة: أن تعبده لكونه إلها وأنت عبده، وهذه أعلاها. انتهى.

وانظر الفتوى رقم: 46678.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني