الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قالت لزوجها (أنا كافرة يا سيدي) لعدم تصديقه لحلفها عدة مرات

السؤال

زوج كان يسأل زوجته عن موضوع، وكانت تحلف له بالله مرات متتالية، وهو غير مصدق لها، ويقول إنه غير مصدق، فغضبت وقالت له: أنا كافرة يا سيدي (أي لأنها تحلف كل هذا الحلف وهو غير مصدق لها)، فهل يكون هذا كفر؟ وما تأثيره على الزواج؟ مع العلم أن هذا الموضوع حدث من سنين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما قالته هذه المرأة كلام خطير يجب الحذر منه، ولكنه لا يحصل الكفر به إن كانت تقصد به استنكار تكذيبه لها، ولا يكون له تأثير على العصمة الزوجية، وكذا إن كانت تقصد أن تسأله هل تتصور أني كافرة؟ والسياق -كما هو ظاهر- يفيد بأنها لا تريد الإخبار عن نفسها بالكفر، وما دام الاحتمال موجودًا في هذ العبارة، فالأصل بقاء الإيمان؛ فقد قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجًا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي، والحاكم. اهـ.

وراجع الفتويين:0، 129105.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني