الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج على مكتسب المال الحرام في توجهه لله بالدعاء

السؤال

الشخص الذي يأكل ويشرب ويكتسي من مال حرام ويعلم أنه غير مجاب الدعوة، هل يأثم إذا توجه إلى الله داعيا إياه أن يغير حاله ويكفيه بحلاله عن حرامه، لأنه لا يجد في نفسه القوة والعزم على تغيير مأكله ومشربه وملبسه؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصاحب المال الحرام ليس ممنوعا من الدعاء ولا منهيا عنه، وإنما دعاؤه مظنة عدم الإجابة، ومع ذلك فليس مقطوعا بعدم إجابة دعوته، فقد يتفضل الله عليه بالإجابة، وانظري الفتويين رقم: 135520، ورقم: 187675.

بل قد يستجيب الله الدعاء من الكافر، قال سفيان بن عيينة: لا يمنعنّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله، إذ قال: قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ {الحجر:36ـ 37}.
وحيث تقرر عدم نهي صاحب المال الحرام عن الدعاء، فلا وجه لتأثيمه بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني