الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من محاولة العدوان على المسلم

السؤال

سؤالي عن محاولة التعدي بالضرب. قرأت حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم، لكني نسيته، معناه أن من حاول الاعتداء بالضرب كأنه اعتدى عليه بالفعل.
إذا كنتم تعرفون الحديث أرسلوه لي كاملا.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت في الوعيد على العزم على محاولة الاعتداء، ما روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا التقى المسلمان بسيفيهما: فالقاتل والمقتول في النار، فقيل: يا رسول الله؛ هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه. متفق عليه.

قال النووي: فيه دلالة للمذهب الصحيح الذي عليه الجمهور: أن من نوى المعصية، وأصر على النية، يكون آثما وإن لم يفعلها، ولا تكلم. انتهى.

وقال شيخ الاسلام: الحريص على السيئات، الجازم بإرادة فعلها إذا لم يمنعه إلا مجرد العجز، فهذا يعاقب على ذلك عقوبة الفاعل؛ لما في الحديث الصحيح: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل، والمقتول في النار. قيل: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه. وفي لفظ: إنه أراد قتل صاحبه. فهذه "الإرادة" هي الحرص، وهي الإرادة الجازمة، وقد وجد معها المقدور وهو القتال، لكن عجز عن القتل، وليس هذا من الهم الذي لا يكتب. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني