الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من ترك الاستنجاء

السؤال

ما حكم الملابس التي أرتديها في حين أني لا أستنجي مع وجود شعر؟. ‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستنجاء وإزالة النجاسة عن البدن والثوب شرط من شروط الصلاة لا تصح الصلاة بدونها، ومن ثم فترك الاستنجاء لمن أراد الصلاة ذنب عظيم وجرم جسيم، وقد عد كثير من أهل العلم ترك التنزه من البول من الكبائر عياذا بالله، ومثله في ذلك الغائط بل أولى، قال الذهبي ـ رحمه الله ـ: الْكَبِيرَة السَّادِسَة وَالثَّلَاثُونَ عدم التَّنَزُّه من الْبَوْل وَهُوَ شعار النَّصَارَى، قَالَ الله تَعَالَى: {وثيابك فطهر} وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقبرين فَقَالَ: إنَّهُمَا ليعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير، أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي بالنميمة، وَأما الآخر فَكَانَ لَا يستبرئ من الْبَوْل أَي لَا يتحرز مِنْهُ، مخرج فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: استنزهوا من الْبَوْل فَإِن عَامَّة عَذَاب الْقَبْر مِنْهُ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ. ثمَّ إِن من لم يتحرز من الْبَوْل فِي بدنه وثيابه فَصلَاته غير مَقْبُولَة. انتهى،

وبه تعلمين أن تركك للاستنجاء من الذنوب العظيمة التي يجب عليك التوبة منها، ولا تصح صلاتك إذا صليت بدون استنجاء؛ لأن اجتناب النجاسة شرط من شروط صحة الصلاة، وأما ملابسك فإذا علمت أن النجاسة قد أصابتها فإنه يجب عليك غسل ما أصابها من النجاسة قبل الصلاة، فإن اجتناب النجاسة في البدن والثوب شرط من شروط صحة الصلاة، قال تعالى: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {المدثر:4}، وأما إذا شككت في وصول النجاسة إلى الثوب فالأصل طهارته، ولا يحكم بتنجسه إلا بيقين، والظاهر أن الشعر لا يحول دون تنجس الثياب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني