الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الفتور في العبادة

السؤال

تزوجت منذ ما يقرب شهرين، وبشكل مفاجئ انقطعت عن عدة عبادات كنت أحافظ عليها قبل الزواج دون سبب واضح، فمثلا: كنت أحافظ على ركعتين من القيام، وبعد الزواج لم أقم الليل إلا مرة واحدة تقريبا طوال هذين الشهرين، وكنت لا أضيع صلاة الفجر بفضل الله حتى وإن نمت في وقت متأخر جدا، لكن بعد الزواج فاتتني صلاة الفجر أنا وزوجي عدة مرات، ومهما عزمت على تأجيل صلاة الوتر إلى ما قبل الفجر لا أقوم أبدا إلا بعد الأذان، فأضطر إلى أن أصليها بعد صلاة العشاء مباشرة، وكثيرا ما يخشع زوجي ويبكي في الصلاة، وكثيرا ما أراه يدعو ويبكي ولكنني أجد في قلبي قسوة وغلظة، ولا أتأثر بذلك مطلقا، وسؤالي هو: ما سبب هذا الانقطاع المفاجئ عن عبادات كنت لا أكاد أتركها يوما؟ وكيف أعود لما كنت عليه وأحسن؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ولعل سبب انقطاعك عن بعض ما كنت تعملينه هو تغير نمط حياتك، واشتغالك بأعباء الزواج ونحو ذلك، فاعلمي ـ بارك الله فيك ـ أن حسن تبعلك لزوجك وقيامك بخدمته وإحسانك معاشرته من أجل العبادات التي تتقربين بها إلى الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد من حديث عبد الرحمن بن عوف، وابن حبان من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني.

ولكن ينبغي مع هذا أن تستكثري مما تقدرين عليه من أنواع العبادة من صلاة وصيام وصدقة وغير ذلك، ومما يعينك على هذا كثرة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته، والتفكر كذلك في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، والبعد عن أسباب قسوة القلب من الغفلة والإقبال على الدنيا والتوسع في ملذاتها، وأكثري من ذكر الله، واستعيني به، واجتهدي في دعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وجاهدي نفسك على فعل الخير، فبالمجاهدة مع الاستعانة بالله تعودين إلى ما كنت عليه وأفضل، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

وإذا خشيت ألا تقومي من الليل لصلاة الوتر، فصلاتك قبل أن تنامي هي الأفضل في حقك، ولا إثم عليك إن فاتتك الصلاة لعذر كالنوم، وتصلين إذا استيقظت، وابحثي عن أسباب رقة القلب من قراءة القرآن بالتدبر وصحبة الصالحين ونحو ذلك، وفقك الله لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني