الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من سب الدين والرب وطلق زوجته وهو في حالة غضب شديد

السؤال

حدث بيني وبين زوجي نقاش حاد جدا حتى فقد السيطرة على أعصابه فقال لي: "سأجامع أمي إذا بقيت الليلة على ذمتي" وسب ديني وربي مع أنه ملتزم بالصلاة وذكر الله، فالتزمت الاستغفار، وطلبت منه أن يذكر الله ويستغفر، ولم يفعل، ثم قال: "أنت طالق يا فلانة". وبعد أن عاد إلى رشده ندم عن ذلك، ولم يتذكر ما قاله عن أمه ومن سب ولعن.
أرجو الفتوى في أمري، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال ما ذكرت من أن زوجك لا يذكر ما صدر عنه من سب ولعن والعبارة التي قالها بالنسبة لأمه فلا مؤاخذة عليه في ذلك، ولا يترتب عليه شيء؛ لأن الغضبان الذي لا يعي ما يقول ليس مكلفًا شرعًا، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 35727.

وأما تلفظه بطلاقك: فإن كان قد صدر عنه في ذلك الحال فلا يترتب عليه شيء أيضًا، وإن تلفظ به وهو في حالة وعي لما يقول فقد وقع الطلاق. فإن لم تكن هذه الطلقة الثالثة جاز له رجعتك في عدتك بغير عقد جديد، فإذا انقضت العدة فلا بد من عقد جديد، وراجعي الفتوى رقم: 30332، وهي عن أنواع الطلاق، والفتوى رقم: 143991 ففيها بيان ما تحصل به الرجعة.

وننبه إلى أنه ينبغي للزوجين الحذر من المشاكل وأسبابها، والتريث وتحري الحكمة في حل كل مشكلة قد تطرأ. وعلى المسلم أن يتقي الغضب قدر الإمكان؛ فهو أصل لكثير من الشرور، وقد أرشد الشرع إلى كيفية علاج الغضب، ولتراجع فيها الفتوى رقم: 8038.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني