الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في برمجة التطبيقات والتكسب من تصفح الإعلانات

السؤال

جزاكم الله خيرا على جهودكم، وربنا يجعله في ميزان حسناتكم بإذن الله: أبحث عن عمل في مجال برمجة تطبيقات الأندرويد، وكثير منهم يعتمد على طريقة الربح من الإعلانات، بمعني أننا سنرفع تطبيقات على جوجل بلاي سوق الأندرويد المعروف، سواء تطبيقات إسلامية أو تطبيقات في مجالات أخرى، وسنضع كودا في البرنامج يسمح لشركات الإعلانات، وكلها شركات غربية... بوضع إعلاناتهم داخل تطبيقنا وبالتالي أي شخص يحمل التطبيق ويركبه على جهازه سيرى الإعلانات، وتوجد فلاتر نضعها بخصوص أننا نقول لا نريد أي إعلانات للخمور أو للجنس وهكذا، ولكن لا يوجد ضمان كامل بنسبة 100 في المائة لتطبيق هذه الفلاتر، وعلى حد علمي فإن غالبية الإعلانات لا تتعارض مع الفلاتر والقيود التي تطلبها، وهذه الشركات غربية وليس عندها حلال أو حرام، فمن الممكن ظهور إعلان يحتوي على صورة امرأة متبرجة، مثل هذا الإعلان:
https://www.facebook.com/SouqEgypt/photos/a.187140841309851.44345.178274428863159/960652990625295/?type=1&theater
لا أضع اللينك الخاص بالإعلان، إلا لغرض أن تروه لتفهموني بدقة، وربما يظهر إعلان به قلوب حب بين الجنسين، ومن الممكن ظهور إعلان لبنوك ربوية، فهل لو طبقت الفلاتر لمنع الخمور والجنس أكون قد عملت الذي يجب علي؟ أم سأحاسب عليه وبالتالي الربح الذي يأتيني من رؤية مستخدمي البرنامج يكون محرما؟ وإذا كان الموضوع حراما بالكلية، فهل ستكون الحاجة للشغل عذرا في هذه الحالة؟ وهل أوافق على أي عمل يأتيني من شركة تتطلب مني وضع إعلانات لأجل ربح الشركة عن طريق مشاهدة المستخدمين لهذه الاعلانات أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما يتعلق بالعمل في مجال البرمجة ورفع التطبيقات على جوجل بلاي مع ما ذكرت من فلترة للإعلانات لمنع ما لا يجوز، فلا حرج عليك في العمل في ذلك، ولا يؤثر فيه كون بعض الإعلانات المباحة قد تتضمن صورة متبرجة، فقد عمت بذلك البلوى وعسر الاحتراز منه، وإذا ضاق الأمر اتسع، قال ابن أبي هريرة كما في الأشباه والنظائر للسيوطي: وضعت الأشياء في الأصول على أنها إذا ضاقت اتسعت، وإذا اتسعت ضاقت. اهـ
كما أن تلك الصور غير مقصودة بالإعلان، وإنما هي تابعة فقط، وعلى المتصفح الاحتراز من النظر إليها، وانظر الفتوى رقم: 274708.

وأما مسالة تصفح الإعلانات والتكسب منها: فلا حرج فيه إن كانت مباحة ولم يكن في تصفحها غش وتحايل على أصحابها، ذلك لأن غرض أصحاب الإعلانات هو إطلاع الناس على إعلاناتهم بينما تؤجر الشركات متصفحين لفتح تلك الإعلانات كلها مما يوهم أصحاب الإعلانات أنه قد اطلع عليها كم هائل من الناس والواقع ليس كذلك، والمتبادر أنهم لو علموا بحقيقة الأمر ما قبلوه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني