الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

السؤال

أريد أن أستفسر عن قوله تعالى: "إن الله لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
الجميع يعلم, أن الإنسان ما أن ينوي تغيير نفسه أو يقوم بتغيير ما كان عليه في السابق, فإن حاله ستتغير بشكل تلقائي؛ لأنه أصلا قام بتغيير طريقة تعامله وتفكيره وسيره, أي أن التغيير حادث بمجرد أن يغير هو وينوي الأفضل.
السؤال هنا هو: ما التغيير الذي يحدثه الله؟ فإن الإنسان تغير بشكل تلقائي بمجرد ما يغير ما بنفسه, فما هو تغيير الله في هذا أو بعد ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شيء يحدث في الأرض تلقائيا؛ سواء كان تغييرا أو غيره بدون تقدير الله تعالى، وقد سبق أن بينا معنى هذه الآية في الفتوى رقم: 137259، وذكرنا أن المقصود أَنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها، وهذا التغيير لا يحدث تلقائيا كما زعم السائل، وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غيَّر الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة، وهذا لا يحدث تلقائيا بل بتقدير الله تعالى، وبذل الأسباب المقدرة أيضا.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني