الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في حدوث الجنابة من عدمها

السؤال

استيقظت يوما لأصلي الفجر، ولكني شككت أني على جنابة؛ لأني كنت أحلم أني على جنابة، ونويت أن لا أصلي الفجر، كل ذلك (في الحلم).
وحين استيقظت ظللت في حيرة حيث إني لم أحس بالجنابة؛ لأني عادة حينما أحتلم أستيقظ، ولكن هذه المرة استيقظت عاديا ليس بسبب الجنابة، وأنظر إلى السروال فلم أر ابتلالا واضحا، ثم أدقق فيتهيأ لي أنه أثر لابتلال قليل غير واضح؛ لكنه شبيه بنقاط البول، فأنا ينزل مني قطرات بول باستمرار طوال اليوم، فظللت في حيرة هل هذا جنابة أم بول أم لا يوجد من الأساس؟
وأنا مصاب بالوسواس، ولم أكن أريده أن ينتصر علي.
وفي النهاية أخذت القرار بأن أذهب إلى المسجد فلا أعرف كنت على جنابة أم لا؟ وهل أنا بذلك آثم؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلته من تجاهل الوسواس والذهاب إلى المسجد هو الصواب، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601، وإذا شككت هل أجنبت أو لم تجنب، فالأصل بقاء طهارتك، وأنك لم تجنب، فابن على هذا الأصل واعمل به حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه، وأما ما يخرج منك من قطرات البول، فإن كان مجرد وسواس فلا تلتفت إليه كذلك ولا تبال به، وإن كنت متحققا من ذلك، فإن كنت قد وصلت إلى حد السلس فعليك أن تتحفظ وتتوضأ بعد دخول وقت الصلاة وتصلي بوضوئك الفرض وما شئت من النوافل، وتطهر ما يصيب بدنك أو ثيابك من البول، ولبيان حد السلس انظر الفتوى رقم: 119395، ويسهل المالكية في هذه المسألة كما بينا مذهبهم في الفتوى رقم: 75637، ولا حرج عليك في العمل بمذهبهم، فإن للموسوس الترخص بأيسر الأقوال كما هو مبين في الفتوى رقم: 181305.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني