الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة السرية.. الداء والدواء

السؤال

أنا شاب بلغت من العمر 19 تعرفت على العادة السرية صدفة، فقد كنت في 7 أو 8 من العمر لم يعرفني أحد عليها ولم أرها من أحد، بل كانت صدفة وأعجبني الشعور الناتج عنها فمارستها مرة أو مرتين يوميا وأحيانا ثلاث مرات، فعندما بلغت 15 من العمر أصابتني الالتهابات فبعد التبول كانت تنزل الدماء مع ألم شديد لم أتحمله فذهبت إلى الطبيب واستغرب، وقال لي إن هذا يصيب المتزوجين فأعطاني الدواء وذهب الالتهاب، فعلمت أن هناك أمورا يجب أن أعرفها عن العادة، فبحثت عنها فوجدتها محرمة فأردت أن أتوقف عن الممارسة (كما أنها أثرت على جسدي فأنا ضعيف البنية أحمل الأشياء الثقيلة بصعوبة، وعند مصارعتي لأصدقائي لا أستطيع أن أغلب أيا منهم، ولكن لا أظن أن العادة هي السبب الوحيد، مع ملاحظة أني لست مصابا بأي أمراض سوى الحساسية والحمد لله) فتوقفت لفترة 5 شهور، ولكن عدت إلى الممارسة وذلك بسبب الإدمان الذي أصابني، ولكن كنت أمارسها لمرة أو مرتين في الأسبوع فقط، ولكن أردت أن أتوقف كليا فصبرت على نفسي، ولكن كانت تأتيني أفكار جنسية كثيرة وشديدة، وكنت أداعب ذكري حتى قبل القذف بقليل، خاصة في أثناء الدراسة فلم أكن أستطيع أن أدرس صفحتين متتاليتين، ولكن عزمت على الصبر فصبرت، ولكن يأتيني ألم شديد في خصيتي وأحيانا انتفاخ في القنوات داخل كيس الصفن، ولا يذهب الألم والانتفاخ إلا بعد فترة طويلة، ولا أستطيع أن أدرس أو أفعل شيئا أثناء هذه الفترة فمارست العادة لغاية ذهاب الشهوة والألم والانتفاخ، فذهبت الشهوة ولكن بقي الألم والانتفاخ فلم تنجح الممارسة بذهابهما إلا بعد فترة حتى أني مرة أتتني أفكار جنسية وأنا صائم فصبرت وقرأت القرآن، ولكن لم أستطع أن أكمل القراءة وخفت ان لا أصلي بشكل صحيح، فما إن أذن وأكلت ذهبت للممارسة حتى تذهب الشهوة، فسؤالي هنا: أأمارس العادة عند الأفكار والشهوة الكبيرة حتى لا يأتيني الألم في خصيتي والانتفاخ، وحتى أستطيع الدراسة للامتحانات، والقيام بالعبادات بشكل صحيح؟ أم أصبر وإن تفكري بأن الممارسة حل هو من الشيطان؟ وهل مداعبة الذكر باليد دون القذف حرام ماذا عن المداعبة إلى مرحلة ما قبل القذف؟ فإن أقل حركة تجعلني أقذف، وحصل وقد قذفت هكذا أحيانا وأنا لم أكن أريد القذف، وكذلك أرجو توضيح كيفية تطهير المذي من الثياب، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم النضح بالماء، فما معنى النضح أأسكب الماء ثم أفرك المكان النجس؟ أم ماذا؟ وكذلك وأخيرا عند التفكير بالجنس ثم أتى وقت الصلاة فتأكدت بعدم وجود النجاسة فذهبت للصلاة، فلما رجعت نظرت إلى السراويل ووجدت نجاسة أأعيد الصلاة؟ ماذا لو حدث تفكير أثناء الصلاة ولم أتأكد من نزول المذي أأقطع الصلاة؟ أم إن وجدت نجاسة بعد الصلاة أعيدها؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعادة السرية محرمة، وقد بين تحريمها، وكيفية الخلاص منها بالفتوى رقم: 7170.

وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا بخصوص ما تجده من آثار مرضية، واعلم أن فعل العادة له آثار سلبية كثيرة بينا بعضها بالفتوى رقم: 70396.

فليست العادة دواء، وإنما هي داء، ودواؤها صرف النفس عن تتبع الشهوات، وشغلها بالطاعات، والمباحات، وملازمة الصيام، والرياضة البدنية، وصحبة رفقاء الخير، ونحو ذلك؛ فاتق الله واجتنبها بالكلية، وحاول أن تبادر بالزواج.

ولا يجوز العبث بالذكر طلبا للشهوة، ولو لم تصل للقذف، وانظر الفتوى رقم: 110164.

وأما تطهير الثياب: ففي كيفية تطهيرها خلاف بين العلماء؛ فذهب جمهورهم إلى أنه يجب غسلها أيضًا بحيث يتيقن زوال النجاسة، وذهب الحنابلة إلى أنه يكتفى بنضح الموضع الذي أصابه المذي من الثياب، ولا يجب غسله، وهو الراجح ـ إن شاء الله ـ وانظر الفتوى رقم: 130304.
ومعنى النضح عند أحمد صب الماء دون غسل أو فرك، وانظر الفتوى رقم: 195145.

وإذا حدث الشك أثناء الصلاة؛ فلا يلزمك قطعها، ولا إعادة الصلاة بعدها إلا إذا تيقنت خروج المذي في الصلاة أو قبلها، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 280807، 104525.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني