الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال سجادة الصلاة التي تركها صاحبها أو نسيها في الفندق

السؤال

كنت في فندق، وطلبت سجادة، فأتى الموظف بواحدة، ثم أخبرني أنها لأحد الذين سكنوا في الفندق، ثم تركها (أو نسيها)
فما حكم استخدام هذه السجادة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمتبادر أن مثل هذه السجادة من الأغراض مما لا تتبعها همة أوساط الناس غالبا. وما كان كذلك، فلا بأس باستعماله، ولا يحتاج إلى تعريف؛ لما روى جابر قال: رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: في العصا، والسوط، والحبل، وأشباهه، يلتقطه الرجل، ينتفع به. رواه أبو داود.

قال ابن قدامة في الشرح الكبير: ولا نعلم خلافاً بين أهل العلم في إباحة اليسير، والانتفاع به. روي ذلك عن عمر، وعلي، وابن عمر، وعائشة. وبه قال عطاء، وجابر بن زيد، وطاووس، والنخعي، ويحيى بن أبي كثير، ومالك، والشافعي، وأصحاب الرأي. قال شيخنا: وليس عن أحمد تحديد اليسير الذي يباح، ...

ثم قال: والذي يجوز التقاطه، والانتفاع به من غير تعريف كالكسرة، والتمرة، والعصا ونحو ذلك إذا التقطه إنسان وانتفع به، وتلف، فلا ضمان فيه. ذكره صاحب المستوعب، وكذلك ما قيمته كقيمة ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص فيه، ولم يذكر عليه ضماناً، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. اهـ.

وللمزيد انظر الفتوى رقم: 11132.

وبالتالي، فإذا كانت السجادة المذكورة من النوع العادي الذي لا تتبعه همة صاحبه عادة، فلا حرج على أهل الفندق في استخدامها، وبذلها لمن يحتاج إليها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني