الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الصور والتخيلات

السؤال

أود في بادئ الكلام أن أحمد الله، وأشكر فضله في أن شفاني من مرض الوسواس بنسبة كبيرة، والحمد لله تعالى على كل حال.
لكن توجد لدي مشكلة أخيرة مع الوسواس وهي أني والعياذ بالله يخيل لي الوسواس أشكالا كلما قلت لفظ الجلالة "الله" ويعلم الله أني أكره ذلك وأنا أقول في صلاتي وسجودي "لا إله إلا الله آمنت بالله ورسوله" وأقول "اللهم إني بريء من أي شيء يوسوس أو يخيل لي" وأقول "ربي لا تدركك الأبصار وأنت تدرك الأبصار جميعا وأنت السميع البصير"
أنا بفضل الله تغلبت على سائر أنواع الوسوسة بطريقة (التجاهل وعدم الالتفات) لكن هذا النوع من الوسواس يؤلمني جدا رغم أني تجاهلته أكثر من مرة، ولكن يأتيني إحساس بتأنيب الضمير، فسؤالي هنا: كيف أتخلص من ذلك؟ وهل يصح أن أتجاهله بالرغم من فظاعته؟ مع العلم أنه يأتيني في الصلاة أيضا ولا أستطيع الدعاء كثيرا بسببه، وأيضا أحيانا أتوقف عن قراءة السور أو قول التشهد لفترة مؤقتة في الصلاة وأعيد بعض الآيات وبعض أجزاء التشهد في الصلاة بسببه، فهل التجاهل يعد علاجا ناجحا أيضا مع تلك الحالة؟
سؤال آخر: هل يمكن التجاهل مع عدم التفل على اليسار ثلاث فأنا أفعلها كثيرا؟
وأخيرا هل يمكن عند قولي لفظ الجلالة أن أتخيله كأنه مكتوب أو مثلا وأنا أقرأ سورة في الصلاة أتخيل الكلام كأني أقرأه من مصحف؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس مهما تعددت صورها، واختلفت أشكالها، هو تجاهلها والإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فكما ذهبت عنك الوساوس الأخرى بالتجاهل والإعراض، فاستمر في هذا التجاهل فإنه العلاج الأنفع لهذه الوساوس، ولا تبال بهذه الوساوس مهما كثرت، ومهما عرض لك من الصور فإنها لا تضرك ما دمت كارها لتلك الوساوس منزها لربك عن كل نقص وعيب، بل كراهتك لهذه الوساوس دليل على صدق إيمانك، فاطمئن ودع عنك هذه الأوهام وكلما عرضت لك الوساوس فتجاهلها ولا تعرها اهتماما وستذهب عنك إن شاء الله كما ذهب غيرها، ولك أن تتعوذ بالله إذا عرضت لك وتتفل عن يسارك ثلاثا، ولا يضر تخيل الآيات كأنها مكتوبة أمامك في مصحف أو نحو ذلك، ولا يؤثر في صحة الصلاة، والخلاصة أن عليك الاستمرار في مدافعة الوساوس حتى تشفى منها تماما بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني