الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل رجوع المغترب إلى بلده يعتبر تكبرا على الرزق؟

السؤال

أنا مغترب، وشعرت الآن أني أريد النزول إلى بلدي، مع العلم أن وضعي المادي بسيط جدًّا، ووضعي هنا في السعودية جيد، ولكن أصبحت أريد النزول، فهل هذا يعتبر تكبرًا على الرزق؟ وعندما أُسأل عن سبب النزول أخبر الناس أنها ضغوط عمل، ولم أستطع صبرًا، وأخاف أن أبتلى بضيق الرزق بسبب هذا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس في الرجوع إلى بلد الإنسان تكبر على الرزق، ولكنه نوع علاج لآلام الغربة النفسية، وننصحك أن تستخير الله في ذلك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 137359؛ فقد وضحنا فيها بعض المعايير في هذا الباب.

ونذكرك بأن الغريب على ضعفه وحاجته متعرض للقرب والإحسان من الله، حتى إنه قد جُعِل له الجزاء الجزيل إذا مات في غربته؛ فعن عبد الله بن عمرو، قال: توفي رجل بالمدينة، فصلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "يا ليته مات في غير مولده، فقال رجل من الناس: لم يا رسول الله؟ قال: "إن الرجل إذا مات في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة" رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وحسنه الألباني، وحسنه أيضًا الشيخ/ حسين الأسد.

قال السندي في حاشيته على النسائي: وَظَاهره أَنه يعْطى لَهُ فِي الْجنَّة هَذَا الْقدر لأجل مَوته غَرِيبا. انتهى.

فالحاضر يجد من يعينه من أهله وولده، والغريب قد فاز بالأجر، والإعانة من الله؛ فليكن ذلك معزيًا لك في غربتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني