الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مستلزمات دعوة غير المسلمين للإسلام

السؤال

فضيلة الشيخ، أنا طالب جامعي، وفي جامعتنا دكتور غير مسلم، ولا أعلم ما هي ديانته، ولكن عندما دعوته إلى الإسلام كان رده كالتالي: "أنا أؤمن بالله، وجميع الناس سواسية عند الله مهما كانت ديانتهم، أي أن جميع الديانات صحيحة، وأعطاني هذا المثال : 1+9=10 ، 2+8=10 ، 5+5=10 وهكذا، أي أن الديانات طرق مختلفة لها نفس الهدف، فهي تعلم المحبة والرعاية والسلام، وفي النهاية توصلك إلى الخالق". أي أنه يؤمن بالتعددية، وعندما أعطيته دليلًا من القرآن على أن الله لا يقبل غير الإسلام دينًا، قال بأن القرآن مثل الإنجيل مثل غيره من الكتب المقدسة، أي أنه لا يؤمن بأن القرآن كلام الله -عز وجل-. فما هي طريقة الرد عليه؟ وبماذا تنصحون من يريد الدعوة إلى الله من كتب أو أشياء أخرى يجب أن يتعلمها؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله تعالى أن يتقبل منك ويوفقك في الدعوة إليه، ونفيدك أنه قد سبق أن بيّنّا جملة من دلائل صدق القرآن العظيم وكونه من عند الله تعالى، فراجع في ذلك الفتوى رقم: 190727، والفتاوى الملحقة بها.
وينبغي أن تبين لهذا الشخص معالم صدق الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأحقية الإسلام، وما جاء من البشارات الواضحة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في التوراة والإنجيل رغم تحريفهما والمحاولة الحثيثة لإخفاء ذلك، إضافة إلى ما ذكر أهل العلم من دلائل النبوة ومعجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- الدالة على صدقه.
وقد سبق أن سقنا بعض ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 77017، 111652 ، 233047، 63050، 54711، 21363، 20818، 94340.
ثم إن دعوة غير المسلمين للإسلام يحتاج من أرادها أن يُلم بدينه أولًا، ويعرف شبهات الأعداء فيه والرد عليها، ثم يُلم بما يكون سببًا في إظهار عوار الأديان المخالفة للدين الحق، وإنما يجب ذلك لأن الداخل في هذا الميدان دون سلاح عرضة للافتتان أو على الأقل الانهزام، فربَّ فكرة صحيحة صادقة تفقد صدقها وقوتها بسبب من يتصدى لها، لا لأن الفكرة غير صحيحة، بل لضعف المتصدي لها وعدم إلمامه بها.
وعلم مقارنة الأديان صار علمًا مستقلًّا في هذه الأزمان، وألفت فيه الكتب، وصنفت فيه المصنفات، ولذا فإننا ننصح بقراءة كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم، وكتاب إظهار الحق للدهلوي، وكتاب الجواب الصحيح لابن تيمية، وكتاب قذائف الحق للشيخ/ محمد الغزالي -رحمه الله-، وغير ذلك.
كما أننا ننصح بسماع مناظرات الشيخ/ أحمد ديدات مع النصارى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني