الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تأخر زواجها

السؤال

أنا فتاة عمري 23 سنة، لم أتزوج، ولا أعرف السبب، فكل بنات العائلة قد تزوجن وهن أصغر مني، ولا أعرف لماذا؟ وإذا خطبت فإنه لا يتم الزواج، أريد الحل، لأنني أخاف من العنوسة. وأتمنى أن تدعو لي بالستر في الدارين وبالزوج الصالح.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى تبارك وتعالى أن ييسر لك أمر الزواج، ويزينك بالستر والعفاف، ويرزقك زوجا صالحا تعيشين معه حياة زوجية سعيدة، ملؤها الإيمان وطاعة الرحمن، وأن يهب لك منه ذرية طيبة، تقر بها عينك، قال تعالى في صفات عباد الرحمن: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}.

واعلمي أن الزواج نوع من الرزق يأتي المسلم ما كتب له منه، ورب العزة يقول: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ {هود:6}.

وفي حديث ابن مسعود في قصة خلق الإنسان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم يبعث إليه الملك فيؤذن بأربع كلمات: فيكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد...الحديث. متفق عليه.

فاستشعار مثل هذا المعنى يبعث الطمأنينة في النفوس ويدفع عنها الخواطر السيئة، فلا ينبغي أن يغيب عن ذهنك، فاشغلي نفسك ببذل الأسباب ومن أهمها الدعاء، فهو من أفضل ما يحقق به المسلم المبتغى، وراجعي في آدابه الفتوى رقم: 119608.

ومن الأسباب أيضا البحث عن الأزواج، ولا حرج على المرأة في ذلك، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 18430.

فاستعيني بالثقات من أقربائك أو صديقاتك، وإذا خشيت أن يكون هنالك شيء من السحر أو العين يعوق زواجك وتقدم الخطاب إليك فعليك بالرقية الشرعية، فالرقية نافعة ـ بإذن الله تعالى ـ والأولى أن ترقي نفسك بنفسك، وإن احتجت إلى أن يرقيك بعض أهل الاستقامة، فلا بأس، وراجعي في الرقية الفتوى رقم: 4310.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني