الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحفظ أم التلاوة أفضل في رمضان؟ وصلاة التهجد في البيت أفضل أم في المسجد؟

السؤال

ما هو الأفضل في شهر رمضان: قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة أم حفظه وتسميعه، وأنا لا أستطيع أن أفعل الاثنين معا؟
وهل التهجد مع أهل البيت أفضل من التهجد في المسجد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتلاوة كتاب الله تعالى عبادة عظيمة لحصول القارئ بكل حرف على عشر حسنات؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف. رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني.

ويعظم ثواب التلاوة في شهر رمضان نظرًا لعظم مكانته وفضله، فينبغى الإكثار فيه من تلاوة القرآن, ومدارسته؛ جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: السنة كثرة تلاوة القرآن في رمضان ومدارسته، وهو أن يقرأ على غيره، ويقرأ غيره عليه. انتهى.

ثم إن الحفظ والمراجعة هو قراءة وزيادة؛ لأن القارئ لن يحفظ أو يراجع إلا بعد تكرار قراءة الآية عدة مرات، وله بكل حرف عشر حسنات.
وعلى هذا؛ يكون الأفضل هو الاهتمام بالحفظ والمراجعة؛ لأنه أفضل من مجرد تلاوة القرآن من غير حفظ؛ فقد جاء في مرقاة المفاتيح لعلي القاري -تعليقًا على حديث: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"-: وقال ابن حجر: ويؤخذ من الحديث أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له، فإن قلت: ما الدليل على أن الصاحب هو الحافظ دون الملازم للقراءة في المصحف؟ قلت: الأصل فيما في الجنة أنه يحكي ما في الدنيا، وقوله في الدنيا صريح في ذلك على أن الملازم له نظرًا لا يقال له صاحب القرآن على الإطلاق، وإنما يقال ذلك لمن لا يفارق القرآن في حالة من الحالات. انتهى.

ومن هذا يتبين للسائل فضل حفظ كتاب الله -عز وجل- على مداومة القراءة في المصحف من غير حفظ.

ثم إن صلاة التهجد أفضل في المسجد إلا إذا ترتب على صلاتها في البيت تنشيط الأهل, ومشاركتهم فيها، لما في ذلك من التعاون على الخير, وانظر لذلك الفتوى رقم: 40359، والفتوى رقم: 55148.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني