الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتب في الفقه المقارن وأصول الفقه

السؤال

أرسلتم لي جوابًا على سؤالي -مشكورين- وهو (أريد أسماء كتب في مقارنة أصول الفقه وكتب فقه مقارن تدرس أكثر من المذاهب الأربعة) بأن أرسلتم لي رابط السؤال رقم: 109645.
لكن سؤالي كان عن كتب في مقارنة (أصول الفقه).
والشق الثاني منه عن كتب في مقارنة المذاهب أكثر من المذاهب الأربعة (كالظاهري، والأوزاعي، والبخاري) بينما الكتب التي في الجواب لم تتطرق لغير المذاهب الأربعة إلا في القليل من المسائل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 109645 التي أحلناك عليها أن من كتب الفقه المقارن كتاب المغني لابن قدامة، وكتاب المجموع للنووي، وذكرنا أيضًا كتاب الاستذكار لابن عبد البر، وغيرها مما جاء في الجواب، وهذه الثلاثة مع كتاب المحلى لابن حزم هي من أهم كتب الفقه المقارن والخلاف العالي بين علماء السلف من أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم، وفيها من المسائل المنسوبة إلى علماء السلف العدد الكثير بخلاف ما توهمته من قلتها.
قال الشيخ/ بكر أبو زيد في "المدخل المفصل" عن كتاب المغني: أجمع كتاب ألف في المذهب لمذاهب علماء الأمصار، ومسائل الإجماع، وأدلة الخلاف، والوفاق، ومآخذ الأقوال والأحكام، والتتبع لثمرة الخلاف في تكييف الأحكام، فلا يستغني عنه المتفقه، ولا المحدث، ولا الراغب في فقه السلف من الصحابة، والتابعين فمن بعدهم، ولا جرم صار أحد كتب الإسلام، وحرص على تحصيله علماء الأمصار في كافة الأعصار. انتهى.
وقال النووي في مقدمة المجموع عن كتابه: وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْكِتَابَ وَإِنْ سَمَّيْتُهُ شَرْحَ الْمُهَذَّبِ فَهُوَ شَرْحٌ لِلْمَذْهَبِ كُلِّهِ، بَلْ لِمَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ كُلِّهِمْ، وللحديث، وجمل من اللغة والتاريخ وَالْأَسْمَاءِ، وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي مَعْرِفَةِ صَحِيحِ الْحَدِيثِ وَحَسَنِهِ وَضَعِيفِهِ، وَبَيَانِ عِلَلِهِ، وَالْجَمْعِ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ الْمُتَعَارِضَاتِ. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 123768، 53776.
وأما كتب أصول الفقه المقارن فقد ذكر الدكتور/ عبد الكريم النملة في كتابه (المهذب في علم أصول الفقه المقارن) طرق التأليف في أصول الفقه، وأهم الكتب المؤلفة على كل طريقة، وقسمها إلى خمسة أقسام:
الطريقة الأولى: طريقة الحنفية.

الطريقة الثانية: طريقة الجمهور.

الطريقة الثالثة: الجمع بين الطريقتين.

الطريقة الرابعة: طريقة تخريج الفروع على الأصول.

الطريقة الخامسة: طريقة عرض أصول الفقه من خلال المقاصد، والمفهوم العام. انتهى.
ثم ذكر في الطريقة الثالثة -وهي الجمع بين طريقة الحنفية وطريقة الجمهور- من أهم الكتب فيها ما يلي:
1 - بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والأحكام للساعاني.

2 - تنقيح أصول الفقه، وشرحه التوضيح لصدر الشريعة، وقد شرحه التفتازاني في كتاب سمَّاه: " التلويح ".

3 - جمع الجوامع لتاج ابن السبكي، وقد شرحه كثيرون، ومنهم:

(أ) جلال الدين المحلي شرحه بكتاب سمَّاه: " شرح جمع الجوامع ".

(ب) الزركشي شرحه بكتاب سمَّاه: " تشنيف المسامع ".

(ب) حلولو المالكي شرحه بكتاب سمَّاه: " الضياء اللامع "، وقد حققته.

4 - التحرير لكمال الدين ابن الهمام، وقد شرحه كثيرون، ومنهم:

أمير الحاج شرحه بكتاب سمَّاه: " التقرير والتحبير ".

أمير بادشاه شرحه بكتاب سماه: " تيسير التحرير ".

5 - مسلم الثبوت لمحب الدين بن عبد الشكور الحنفي، وقد شرحه الأنصاري في كتاب سمَّاه: " فواتح الرحموت ".

6 - كتابي هذا، فإنه يعتبر من هذه الطريقة، وهو " المهذب في علم أصول الفقه المقارن ". انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني