الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين حديث "ما من مولود إلا.." و.....

السؤال

كيف نوفق بين حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وحديثه صلى الله عليه وسلم (ألا إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمنا....) رواه الإمام أحمد.؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالحديث الأول متفق عليه والحديث الثاني رواه أحمد والترمذي وحسنه الحاكم والبيهقي وفي اسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وضعف الحديث الشيخ الألباني.
وعلى القول بصحته فلا تعارض بينه وبين الحديث الأول لأن الحديث الأول كما قال النووي وغيره وهو الأصح معناه: أن كل مولود يولد متهيئاً للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلماً استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا، وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا، ولذلك لو مات قبل سن التكليف فهو من أهل الجنة وإن كان أبواه كافرين، كما سبق في الفتوى رقم:
28581، وأما الجزء المعارض ظاهره للحديث الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً. فمعناه أن يولد من أبوين كافرين ويستمر على الكفر بعد بلوغه سن التكليف، وهذا يعامل معاملة الكافر في أحكام الدنيا والآخرة، وبهذا تبين أنه لا تعارض بين الحديثين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني