الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل صدق الزوجة وليس ادعاء البنت الصغيرة

السؤال

شيوخنا الفضلاء، السؤال: زوجتي أهملت وتركت حقيبتها في سيارة أخيها، وترتب عليه سرقتها، وبها: الجوال، وأوراقها، وبطاقتها، ومبلغ مالي، ومفتاح بيتي، ومفتاح البيت الرئيسي لبيت أبي في نفس المبنى. مع العلم كنا في مشاكل عصيبة بسبب الإهمال واحتكمنا إلى أعمامي وأبيها وخالها، ولكن بعد نهاية المشاكل أعطت نسخًا من المفاتيح لأمها بدون علمي ولا علم أهلي، وتكذب، حتى بعد أن فضحتها ابنتي بنت الخمس سنوات، فما حكم الشرع -أفادكم الله-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المسلم ينبغي أن يكون كيّسًا فطنًا ويفعل الأسباب التي يحفظ بها أمواله لئلا تكون عرضة للضياع؛ روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان». فأمر بفعل الأسباب والاستعانة بالله حتى يتحقق المقصود وتجتلب المصالح.

فإن كان طبع زوجتك الإهمال عادة فمثل هذا لا يرتضى منها، وينبغي الحرص على التناصح وحل كل مشكلة قد تطرأ بعيدًا عن العصبية، فإنها مضرة وقد يترتب عليها كثير من العواقب السيئة، ومن هنا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الغضب، وأرشد إلى سبل علاجه، وانظر الفتوى رقم: 8038.

ونحسب أن الأمر هين فيما يتعلق بالمفاتيح، فإن أنكرت تركها لها عند أمها فالأصل أنها مصدقة في ذلك، فلا يرد قولها لقول هذه البنت التي قد تكذب أو تتوهم ما لم يحصل. وعلى فرض أنها تركتها عندها فقد تكون على سبيل الوديعة لحفظها مثلًا. فالمقصود أن لا يجعل هذا الأمر سببًا للخصام، فيترتب عليه ما بعده مما قد يسوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني