الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أولًا: نشكركم على ما تقدمونه لنا من مساعدات.
أما سؤالي: فأنا شاب عمري 16 سنة، كنت لا أترك صلاة في المسجد، ولا حلقة علم، وكنت في صلاح وراحة بال لا توصف، لكن مع الوقت بدأت أتعمق في الأمور وأتشدد، ثم بدأت تأتيني الوساوس في العقيدة والوضوء والصلاة. ولكن الآن صار الأمر أصعب؛ فصرت لا أدري هل أكفر شخصًا فعل مكفرًا أمامي كسب الله أو استهزاء بالدين خوفًا إن لم أكفره أنا الذي أكفر تحت قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر". وأيضًا اكون جالسًا فتأتيني أفكار عن الفرق المبتدعة هل هي كافرة أم لا؟ فأبدأ في البحث في الإنترنت، وهل فرق بين علمائهم وعامتهم؟ وهذا أتعبني جدًّا، وإذا كنت سأفعل شيئًا تأتيني أفكار ها أنت تستحل هذا، فأخاف أن أكفر.
أرجو من فضيلتكم إرشادي؛ فإني مللت من هذا، فأصبحت أضيع الصلوات ... الخ. أرشدوني فإني اشتقت إلى أيام الطاعة وراحة البال التي كنت عليها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تتجاهل هذه الوساوس، وأن ترجع إلى ما كنت عليه من العبادة والطاعة، وكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئًا من هذه الوساوس فلا تبال به ولا تعره اهتمامًا، بل جاهده واسْعَ في التخلص منه، واعلم أنك على خير ما دمت تجاهد هذه الوساوس، وانظر الفتوى رقم: 147101.

وأما قاعدة "من لم يكفر الكافر فهو كافر" فإنما هي في من لم يكفر الكافر المقطوع بكفره، فلا تشغل نفسك بأمر التكفير، وكِل الكلام في هذه المسائل إلى أهل العلم الراسخين، وما أشكل عليك فسل عنه من تثق به من العلماء المعروفين بالسنة واتبع قوله في ذلك، ولا تكترث لهذه الوساوس، واعلم أنك -بحمد الله- على الإسلام لا تخرج منه بمجرد هذه الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني