الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن رغب في الاستقامة

السؤال

أنا شخص تائه، ضائع، خسرت 9 سنين من عمري دون أي فائدة، والندم أتعب نفسيتي حتى كرهت نفسي كثيرا واحتقرتها، ولما كان عمري 18 سنة التفت لأمور البنات والنت وأدمنت على ذلك، وفشلت في دراستي الجامعية، وبعدها تبت واستطعت أن أقاوم ستة أشهر، وحاولت أن أتزوج، فتم رفضي لفقري من عدة عوائل، مع أنني كنت أشتغل 12 ساعة ليتحسن وضعي، وبعدها رجعت وانتكست ورجعت أضيع عمري بدون فائدة إلى أن تعلقت بي بنت معاقة، وحاليا لا أعرف كيف أتركها؟ ولا كيف أتوب؟ ولا كيف أعوض عمري الذي ذهب في أمور تافهة؟ ولا أعرف كيف أرجع إلى دراستي؟ وقد كنت أحب العلم وكنت من الأوائل، فأرجو نصيحتي، وماذا أفعل؟ فالندم والحسرة يقتلانني، والدنيا رخيصة في نظري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إدراك المرء أنه على خطأ يعتبر بداية السير في الطريق الصحيح، فمن النفوس الممدوحة نفس تلوم صاحبها على فعل الذنب، قال تعالى: وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ {القيامة:2}.

وقد بين معناها الحسن البصري بقوله: هو المؤمن يلوم نفسه.. ما أردت بكذا، والفاجر لا يعاتب نفسه.

وقال الحافظ ابن كثير: والأشبه بظاهر التنزيل أنها التي تلوم صاحبها على الخير والشر.
وأخطر القلوب قلب لا يحس بألم المعصية، وقد أحسن من قال: وما لجرح بميت إيلام ـ فاحمد الله أن رزقك هذه النفس، وبادر إلى التوبة الصادقة وإن تكرر منك الذنب، فتكرره لا يمنع شرعا من التوبة مرة أخرى، وراجع الفتوى رقم: 112268.

ويجب عليك قطع علاقتك مع هذه الفتاة فورا، واصدق العزم، فمن يصدق الله يصدقه.

وأما الزواج: فلا تيأس في السعي إليه، وسل ربك العون، وقد تجد أسرة تقبل بك زوجا مع فقرك، فإن لم تجد فاتق الله واصبر، واتبع الوسائل المعينة على الخير والمانعة من الشر، وراجع فيها الفتويين رقم: 10800، ورقم: 12928.

حفظك الله، وحفظ لك دينك، ووفقك لما تحب وترضى، ووقاك شر نفسك وشر الشيطان وشركه، وأن تقترف على نفسك سوءا، أو أن تجره إلى مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني