الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصلاة خلف من ينطق الضاد ظاء في الفاتحة

السؤال

إمام مسجدنا يدخل حرف الظاء مع الضاد في كلمة: الضالين ـ في الفاتحة وغيرها مثل: فضرب ـ فما الحكم في ذلك؟.
وشكرا لفضيلتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد يكون ما ذكرت عن إمامكم من إدخال حرف الظاء مع الضاد في كلمة: الضالين ـ مجرد تخيل لتشابه الحرفين في كثير من الصفات‘ فإن كان الأمر كذلك، فلا تلتفت إليه، وصلاته وصلاتكم خلفه صحيحة، وإن كنت قد تحققت من كونه يبدل الضاد ظاء محضة، فإن أهل العلم قد اختلفوا في صحة صلاته وصحة صلاة من يصلي خلفه، قال النووي في المجموع: وَلَوْ أَبْدَلَ الضَّادَ بِالظَّاءِ فَفِي صِحَّةِ قِرَاءَتِهِ وَصَلَاتِهِ وَجْهَانِ لِلشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيِّ، قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيُّ فِي الْبَسِيطِ وَالرَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمْ، أَصَحُّهُمَا: لَا تَصِحُّ، وَبِهِ قَطَعَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: كَمَا لَوْ أَبْدَلَ غَيْرَهُ والثاني: تَصِحُّ، لِعُسْرِ إدْرَاكِ مَخْرَجِهِمَا عَلَى العوام وشبههم. اهـ
والأقرب للصواب من أقوال العلماء في ذلك هو صحة صلاة الإمام ومن اقتدى به، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فإذا قال: ولا الظالين ـ كان معناه ظل يفعل كذا، والوجه الثاني: تصح، وهذا أقرب، لأن الحرفين في السمع شيء واحد، وحس أحدهما من جنس حس الآخر، لتشابه المخرجين، والقارئ إنما يقصد الضلال المخالف للهدى وهو الذي يفهمه المستمع، فأما المعنى المأخوذ من ظل، فلا يخطر ببال أحد، وهذا بخلاف الحرفين المختلفين صوتا ومخرجا وسمعا كإبدال الراء بالغين، فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني