الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحباب تعدد النوايا الصالحة في كل عبادة من العبادات

السؤال

هل يمكن حمل الفتوى رقم: 98119 على جميع أنواع العبادات مثل صلاة الجماعة، وقراءة القرآن؛ فيكفيني أن أقوم بالعبادة، وحينها يحصل لي الثواب، أم إن هذا مختص بصيام النفل فقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما قرأتَه في الفتوى التي أشرت إليها، لا يختص بالصوم، بل يشمل كل عبادة من تلاوة قرآن، وصلاة في الجماعة مثلا، فإذا قمت بها على الوجه المطلوب، حصل جميع ما يترتب عليها من ثواب، لكنك إذا جمعتَ في العبادة الواحدة أكثر من نية، فهذا أعظم ثوابا، مثل أن تنوي بالصلاة في المسجد، حصول ثوابها، وتكثير جماعة المسلمين، وتعمير بيوت الله تعالى، أو نحو ذلك.

قال النووي في بستان العارفين: وكذلك إذا أراد جماع زوجته، يقصد إيصالها حقها، وتحصيل ولد صالح يعبد الله تعالى، وإعفاف نفسه، وصيانتها من التطلع إلى حرام، والفكر فيه، فمن حرم النية في هذه الأعمال، فقد حرم خيرا عظيما كثيرا، ومن وفق لها، فقد أعطي فضلا جسيما، فنسأل الله الكريم التوفيق لذلك، وسائر وجوه الخير، ودلائل هذه القاعدة، ما قدمناه من قول رسول صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. انتهى.
وفي كتاب: طريقك إلى الإخلاص للشيخ عبد الله بن ضيف الله الرحيلي: كما أن النيّة تتميز بالتعدد في المرادات، فيمكن للعامل أن ينوي بعملٍ واحد، أموراً عديدة مختلفة، فإن كانت حسنة، ازداد ثوابه بزيادة تلك المقاصد الحسنة، وإن كانت مشوبة، فله من الخير والشر بقسطه. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني